الرأي

دور الجامعة في خدمة المجتمع

د. فاطمة محمد الفريحي
عميدة كلية التصاميم والاقتصاد المنزلي

يشهد عالم اليوم تحولات كبرى سريعة وشاملة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية والتعليمية، هذه التحولات السريعة في المجتمع أوجدت أنماطاً جديدة فكرية علمية وحياتية، نعيش اليوم في عالم اليوم مرحلة تحديات جديدة يجب انتهاز الفرص واستغلالها والعمل عليها لتحقيق رؤية 2030 والجامعة بأدوارها الثلاث ليست بمنأى عن هذه التغيرات والتحولات التي يعيشها المجتمع، والمتأمل لوضع الجامعات في وطننا يدرك هذا التحول في أدوار الجامعات بصورة كبيرة وذلك على مستوى المفهوم والممارسة والتطبيق ، حيث يقع على عاتق الجامعة مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعها، فالجامعات بعد أن كانت تعيش ببرج عاجي وبمعزل عن محيطها ومجتمعها منذ سنوات، يقتصر دورها على التعليم والبحث العلمي وبمعزل عن الجانب العلمي والتطبيقي في المجتمع ، ظهر اليوم دور جديد للجامعة في المعرفة وبلورتها بصورة منتجات تخدم المجتمع والفرد.
إن ظهور وظيفة جديدة للجامعة أسهم في اضطلاع جامعتنا الفتية بتوجيه من معالي مدير الجامعة بدور مهم في توافر ثراء معرفي واسع ساعد في الوصول إلى مستوى من التقدم والتطور المعرفي الذي سينعكس بإذن الله على الرفاهية الاجتماعية والتوسع الحضاري للمنطقة للوصول إلى تلبية احتياجات المجتمع على أفضل وجه
وبدعم من عمادة خدمة المجتمع بتوجيه من معالي مدير الجامعة أدركت الكلية الدور الريادي لها لتحقيق رسالة الجامعة والكلية في خدمة المجتمع
ولأن وطننا الغالي يحتضن بتراثه العريق وحضارته العربية العديد من الحرف والمهن اليدوية ، والتي مازالت ترسم بمستقبلها فناً متميزاً عريقاً على مختلف منتجاتها ، وتميزت المرأة السعودية (الحرفية) باكتسابها هذه المهن التي نبعت من أصل إبداعي عريق توارثته من جداتها ، وقد تنوعت الحرف اليدوية لديهن ما بين (التطريز اليدوي ، السدو ، الخوص ، أشغال الخيوط ، وغيرها …..). وكان للحرفيات أثر واضح في حب هذه المهن والتنوع في توارثها واكتسابها.
فحرفة التطريز اليدوي من الفنون الزخرفية الجميلة التي استعان بها الإنسان لتزيين ملابسه وأدواته منذ آلاف السنين، ومن أرقى الحرف اليدوية التي تأصلت بزخارفها ذات المدلول والموروث للمملكة العربية السعودية التي لها أثر واضح في حب الجمال وجذبه لدى الحرفيات التي يمتلكن مهن أخرى مختلفة عن التطريز اليدوي ، فكان لجامعة القصيم ممثلة بوظيفتها الثالثة في خدمة المجتمع خطوة متميزة في تدريبهن على حرفة التطريز اليدوي، من قبل أعضاء هيئة التدريس بقسم تصميم الأزياء من خلال إقامة دورة تدريبية بعنوان (الأساليب الإبداعية لفن التطريز اليدوي) من إعداد الأستاذة مشاعل علي الفائز، وهدفت الدورة إلى تعليم الحرفيات التي لم يسبق لهن ممارسة حرفة التطريز اليدوي إلى تعلم العديد من أساليب التطريز اليدوية التي تجمع بين الغرز التقليدية العريقة والغرز الحديثة ، كما تأصلت الزخارف التي نفذت عليها غرز التطريز ما بين الزخارف التقليدية المقتبسة من الطبيعة والخط العربي حتى يكتسب المنتج المطرز عبقاً تراثياً أصيلاً.
وكان لهذه الدورة نجاح كبير في إكساب المتدربات الحرفيات حرفة التطريز اليدوي والتصميم الزخرفي التراثي وكذلك إخراج المنتجات بأسلوب إبداعي ومبتكر باستحداث المنتجات اليدوية، كما أنها أعطت انطباع واثر عميق في نفوسهن وفتح مجالات تعدد البيع لديهن.
كما أن الدورة اهتمت بالحرفيات بتشجيعهن على الابتكار والإبداع واستمرار العطاء وتنمية مهاراتهن وصقلها بما يواكب التطورات الحديثة مع الاحتفاظ بأصل اللمسات التراثية العريقة في مجال التطريز اليدوي، وكذلك فتح مجال لهن في المشاركة والعرض لمنتجاتهن بصورة تتناسب مع متطلبات المجتمع – وتحرص عميدة الكلية على خدمة المجتمع بكافة فئاته ومختلف مجالاته من خلال مخرجات الكلية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى