مؤتمر التعصب الرياضي: الآثار والحلول

د. عبدالعظيم العتيبي
رئيس قسم التربية البدنية

وضعت رؤية ( 2030م ) الرياضة على رأس أولوياتها، لبناء مجتمع حيوي بيئته عامرة، من أجل سعادة المواطنين والمقيمين، وتوفير سبل اكتمال صحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية، ومحيط يتيح العيش في بيئة إيجابية وجاذبة؛ ليكون بمقدور الجميع ممارسة رياضاتهم المفضلة في بيئة مثالية، وتشجيع ممارسة الرياضة بأنواعها من أجل تحقيق تميزٍ رياضي محلّيا وعالميا، والوصول إلى مراتب عالمية متقدمة في عدد منها، ولكن مع تنامي الاتجاهات والميول الرياضي ومع ازدياد حدة المنافسة بين الأندية الرياضية وما واكب تلك المنافسة من الحماس في عملية التشجيع والاندفاع نحو نادٍ معين أو لاعب معين، ومع سهولة التعامل وتناقل وسائل الإعلام والمنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي لما يحدث من أحداث رياضية، بدأت تظهر بعض المشكلات الاجتماعية مثل مشكلة التعصب والشغب والعنف الرياضي، تلك المشكلات التي تستوجب البحث والدراسة في أبعادها وأسبابها من أجل الوصول لعلاجها والحد من انتشارها.

فالتعصب الرياضي يمثل قضية اجتماعية تعد من أهم القضايا في الوسط الشبابي في الفترة الأخيرة، ومن أهم الآثار السلبية لتلك الظاهرة شغل الشباب عن القضايا الكبرى للأمة، والآثار النفسية السلبية للمتعصبين مثل الاكتئاب والقلق، والعلو والاستكبار عند الفوز، وهشاشة الرأي، وسرعة الغضب لأتفه الأسباب، هذا بالإضافة إلى الأمراض المترتبة على ذلك كالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرایين، وكثيرا ما تحدث حالات من الإغماءات والسكتات القلبية والجلطات الدماغية بين صفوف الجماهير المتعصبة، وللحد من هذه الظاهرة الاجتماعية الرياضية الخطيرة فلابد من فهم القواعد الأساسية للرياضة نفسها، ونشر الروح الرياضية في الجمـاهير والممارسـين للمنافسـات الرياضية، ويجب أن تسهم الجهات الرسمية والقنوات الإعلامية من أجهزة مرئية أو مسموعة أو مقروءة في هذا الأمر، بحيث يكون هناك نبذ للتعصب خاصة في جانب المنتديات الرياضية أو الصحف أو القنوات الرياضية، وعقد ندوات ومؤتمرات لجميع الهيئات المعنية بالشباب والرياضة لزيادة الوعى بالقيم الأخلاقية والتربوية ونشر الروح الرياضية لمحاربة التعصب الرياضي.

ومن هذا المنطلق وامتدادًا للدور الذي تقوم به جامعة القصيم في تنظيم المؤتمرات والندوات العلمية والأكاديمية، وتحقيقاً لما ترمى له رؤية 2030م من أهداف وطنية عميقة لبناء مجتمع حيوي بيئته عامرة.

فقد عقدت اتفاقية تعاون مشترك بين هيئة الرياضة وجامعة القصيم يتم من خلالها الاستفادة من إمكانات الجامعة البحثية والعلمية لدراسة ظاهرة التعصب الرياضي على أسس علمية وتبادل الخبرات بين الطرفين .