أمير التحفيز والتغيير
عبدالرحمن بن حمد الداود
يُعد التحفيز (Motivation) أداة من أدوات القيادة لا يعمل بها ويتقنها إلا القائد الناجح، فيعرف كيف يستخدمها ومتى وأين ومع من؟ وهو باختصار أن تجعل الأشخاص يعملون أكثر من المتوقع منهم، وفي الوقت نفسه تجعلهم في حماس دائم لإنجاز ما أوكل إليهم بل أبعد من ذلك بحيث يبذلون كل ما في وسعهم ليصبح منجزهم له أثر ويبقى بعد رحيلهم.
وهذا ما وجدته من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وشهد به الآخرون من قيادات المنطقة وغيرهم، فتجد أنك قدمت المطلوب إلا أنك تتفاجأ منه – حفظه الله – بتحفيز عال وتشجيع منقطع النظير فتعود لتحدث نفسك بأنك لم تعمل شيئا محاولاً أن تقدم أكثر مما قدمت فينتج عن ذلك أثر التحفيز الذي أشار إليه علماء الإدارة وهو إنجاز ما لم تتوقعه أو يتوقعه الآخرون مما يؤدي إلى تغيير فعلي ملموس وله أثر واضح، كما ينعكس ذلك على المؤسسة التي يعمل بها المُحفز وعلى العاملين في جميع الوحدات والإدارات على مختلف تخصصاتهم ومهامهم.
ومنذ أن شرفت بثقة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – بتكليفي القيام بمهام مدير جامعة القصيم ومن أول لقاء جمعني بسموه الكريم، لمست هذه الخصلة القيادية التي لا يملكها ويعمل عليها إلا قائد ناجح مميز، وبكل شفافية ومصداقية فقد كان لتحفيز سموه الكريم الشفهي أو المكتوب أثر في كثير مما قدمه منسوبو الجامعة للمجتمع بل في رسم الخطط الطموحة التي نتطلع إلى إنجازها على المستوى القريب والبعيد.
ومن الإنصاف القول بأن ما يلمسه ساكنو المنطقة أو الزائرون لها من أعمال ومنجزات على مختلف المستويات وتنوعها هي بتوفيق من الله أولاً ثم ما يلقاه المسؤولون ومن معهم من تشجيع ودعم وتحفيز منقطع النظير من قبل سموه الكريم، فقد برزت المبادرات الإيجابية من قبل المُحفز والإبداع المستمر والاقتراحات والآراء الناتجة عن ممارسته لعمله بكل جد وإخلاص مما يقلل الممارسات السلبية ويرفع ويعزز الجوانب الايجابية وبالتالي تنعكس على معالجة جوانب القصور في العمل، فالتحفيز أداة من أدوات التغيير في العمل بشكل عام سواء كان إدارياً أو تعليمياً أو بحثياً أو غيرها، وبصورة أشمل يحقق التحفيز التوازن والتكامل في العمل، حيث ينسجم الموظفون وترتفع المعنويات ويشعرون بأن حاجاتهم الضرورية في العمل قد أشبعت خاصة ما يتصل بتقديرهم وإعطائهم مكانتهم التي يستحقونها، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج المتميز.
فشكراً سمو الأمير على تفعيلك لأداة من أهم أدوات القيادة مما جعل كل من يعمل معكم القول بأنكم أمير التحفيز والتغيير.
*مدير الجامعة