عالمية اليوم
أ.د. فهد الضالع
وكيل عمادة شوون الطلاب
لا يزال صوت
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي .. مبحوحا حيث علق حافظٌ جرس النذير حين صرخت في وجهه رياح التغيير ..وعصفت بأوزانه هُوجُ الأعاصير ..
الم.. المر … قرءانا عربيا غير ذي عوج…فليأتوا بحديث مثله ..قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ..
حين يفاخر العربي الأول بسطوته في الشعر حتى قيل إن بعضهم يستعين بالجن فشاع فيهم:
إني وإن كنت صغيرا سني .. فإن شيطاني كبير الجن
وأُقيمتٍ الأسواقُ والمحاكمُ الشعريةُ في أنديتهم ..ثم يتنزل فيهم كلام الله تعالى فتخضع له هاماتٌ لطالما شمخت بلغتها ..وتحتارُ عقولٌ عُرفتْ بحكمتها ..وتذهلُ أفئدةٌ كيف فعل القرآنُ بها حتى ظل يزحزحها من غطرسةِ الجاهليةِ إلى نور الإسلام ..
إنهم حيثُ يتسللون تحت جنحِ الظلام من غير موعد يستمعون القرآن حول بيت محمد صلى الله عليه وسلم ..ثم يتعاهدون على الانصراف وعدم المجيء ثم يعودون ليال وليال ..لدليلٌ على أن اللغة العربية في دائرتها الكاملة عملتِ الكثيرَ في الأفئدة العربية الأولى ..
واليوم وفي يومها العالمي ننظر في اللغة العربية من جهة التطبيق فإذا مجالسنا يتفاخر من يتنكر لها بلغة أخرى من غير حاجة، وسطور أوراقنا تسيل من جروح العربية ..فلا مدادٌ واضح ..ولا بيانٌ صحيح.. ناهيك عن توظيف التشبيه والصور البيانية الجميلة ..فأين أبو العباس المبرد وقولُه : « ثلثا كلام العرب في التشبيه « .
إن ذلك التبرم من بعض من أبنائنا من مادة النحو مثلا قبل المرحلة الجامعية وبعدها لمؤشر على جُرح غائر مؤلم.. في بناء الإنسان العربي الذي يمثل وطنه بلغته الكريمة مما يحتم النظر في التأسيس التعليمي وتقريب اللغة ( بالصدق، والترفق، والهمِّ بتأسيس الطالب، والاهتمام بوصول المعلومة).
إن مقوماتِ حياةِ اليومِ أوصلتْ التعبير، و الرسالة الشخصية، والجماعية من خلال التقنية الحديثة، من غير وعاء اللغة الذي يمكن إحكامه ..والتحاكم إليه؛ خلا بقيةٌ من لغة التخاطب الصوتي الحي لا تكاد تجري مع لغة العامة ..
ومهما يكن من شيء فاللغة العربية هوية محفوظة بحفظ الله والاعتداد بها والاعتزاز بالانتماء إليها سيظل موجودا ..ما بقي القرآن العظيم ..إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون..
همسة
.. دقائق يومية للقراءة تصنع الفرق ..