الرأي

العمادة التي لا تنام…مرت من هنا

د. علي بن فريح العقلاء

عميد عمادة شؤون الطلاب

عمادةُ شؤونِ الطلابِ عمادةٌ مساندةٌ، لها دور مؤثرٌ في كلِ الجامعاتِ، ولا يمكنُ تصورُ جامعةٍ بلا عمادةٍ لشؤونِ الطلابِ، فهي أسُ نبضِها بين طلابِها، ومصدرُ فخرِها بين أخواتها، وإشراقتُها في مجتمعِها، ورائدُها الذي لا يكذبُها.

ولا تعجبْ مما تسمعُ فمن لم يمارس عملَها لا يعرفُ قيمتَها، ولا يتخيلُ تأثيرَها في الجامعاتِ وطلابِها، وما راءٍ كمن سمعَ.

وحقاً إنها مدرسةٌ لكلِ من عملَ فيها لشموليتِها وتعددِ مهامِها التي لا حدَّ لها ولا حصر. 

عمادةُ شؤونِ الطلابِ تجدُ دورَها في كلِ المناسباتِ التي تقامُ في الجامعاتِ فهي حاضنةُ الموهوبين، وراعيةُ المتميزين، ومقصِدُ المبدعين، ومنبرُ المتفوقين، وسندُ المتعثرين، وحافظةُ حقوقِ المستحقين، وعونُ المحتاجين، ومرشدةُ المسترشدين، مَن أخطأَ قومَته، ومَن أساءَ نبهتْه، ومن تميزَ كرمتْه، لها في كل مجالٍ سهمٌ صائبةٌ، ودَالَةٌ رائجةٌ، من طلبَها وجدَها أمامَه، ومن بحث عنها وجدَ لها في كلِ ناحيةٍ آثاراً تقول: لقد مرتِ العمادة من هنا.  

إن سألتَ عن وقتِ عملِها فلها في كلِ ساعةٍ من ليلٍ ونهارٍ عملٌ لا تنفكُ عن تقديمه، ولا تَكِلُّ من تنفيذه.. تستوي عندها الأيامُ فليسَ في قواميسِها لفظةُ (راحة) ولا في معجمِها كلمةٌ تدلُ على ما يسمى عند غيرِها (إجازة)، تنبضُ بالعملِ كنبضِ الحياةِ بالمقلِ. فتجدُها تقدمُ الغِذاءَ فجرا ولا ينبيك مثلُ خبيرٍ عمَّا يسبقُ التقديمَ من الإعدادِ والتجهيزِ، مما يتطلبُ استيقاظا مبكرا.. واسأل إن شئتَ عن ذلك الساعةَ الرابعةَ صباحا فقد ضجتْ بها حركةُ بلا سكونٌ، وعملٌ بلا كَللٍ، وعطاءٌ بلا مللٍ، ويستمرُ أصحابُ الشأنِ في عملِهم حتى يرى اكتمالَ مطلعَ النجومِ بعد صلاةِ العشاءِ كما رأى بِدءَ مغيبِها قبلَ صلاةِ الفجرِ أولَ عملِه، حتى شكتِ الراحةُ منهم لأنهم لا يأتونها إلا قليلا، وكيف يرتاحُ من يسعى في تأمينِ أكثرَ من عشرين ألفَ وجبةٍ غذائيةٍ في يومِه وليلتِه.

وثمَّةَ ثلةٌ أخرى مشرفةٌ على سكنِ طالبٍ أنهكَه يومُ الطلبِ، فيأتي لمسكِنِه منتظرا من يقومُ له بدور أبِ حانٍ أو أخِ مشفق، طامعاً براحةٍ تنقِضُ عنه تعبَ يومِه وغربته، ومكانٍ يجدُ فيه بغيتَه، ويستعيدُ حيويتَه ونشاطَه، ليبدأَ غدَهُ مفعما بالجدِ والاجتهادِ.

وثمَّةَ ثلةٌ أخرى مشرِفةٌ مشرِّفَةُ جعلت العمادةَ بأنشطتها فارساً لا يبارى، وسابقاً لا يجارى، وجعلت للجامعةِ بالعمادةِ رهاناً لا يَخسرُ، ومتكأً لا يُكسرُ.

فلها في النشاط العلمي عنوانٌ محفوظٌ، ولها في المسابقات الثقافية بيانٌ مرغوبٌ ولها في النشاط الثقافي دررٌ مبثوثةٌ وإسهاماتٌ مشهودةٌ، تشاهد هنا مسرحاً هادفاً، وعملا مبدعا.

وللعمادة في غدها مؤتمرٌ طلابيٌّ أو ندوةٌ متخصصةٌ، أو نشاطٌ رياضيٌ في داخلِ الجامعةِ أو في إحدى مناطقِ مملكتنا الغاليةِ.

وفي مجالِ الرحلات المحلية لها ميدانٌ فسيحٌ فرحلةٌ اجتماعيةٌ، أو تثقيفية وتعليمية، أو زيارةٌ للبيتِ الحرامِ أو المسجدِ النبوي الشريفِ على صاحبهِ أفضل صلاةٍ وأزكى تسليمٍ.

وللنشاط الخارجي وجودُه بصحبةِ كوكبةٍ من طلبةٍ اختارَهم له تميزهم، ممن يُرى في وجوده تشريفا لجامعته وممثلا متمكنا لمملكته، مع مشرفين يرافقونهم للسعي في خدمتهم وتذليل الصعاب لراحتهم وأداء رسالتهم في مهمة لا يغبطهم عليها مطلعٌ ولا مجربٌ لمسؤوليةٍ تثقلُ كاهلَهم، ومهمةٍ يجب ألا يكون للتقصير فيها طريق عليهم 

إن عمادة شؤون الطلابِ لها في كل نهرٍ مشربٌ وفي كل مكان موردٌ فألق دلوك في الدلاء لترتوي منها بأعذبِ ماء.

وكل ما سبق هو نتيجة لما يجري في محيط العمادة من عملٍ إداري مميزٍ ومنظمٍ لا تُخطؤه عين ناظر ويقف عنده مجلا له مطلعٌ ومتابعٌ

وتجد العمادة في تعب عملها متعة عندما تلحظ أنها تقومُ برد جميل لبلاد عزيزة قدمت لنا الكثير وتنتظرُ منا الاضطلاع بما تحملناه من خدماتها التي تقدمها لأبنائها ممثلة بهذه الجامعة المباركة لتساهم في إخراج وإعداد جيلٍ صالحٍ خادمٍ لدينِه ومليكِه ووطنِه نابذٍ كلَ تطرفٍ وفكرٍ دخيل على دينِه وبلده

لا يعرف الشوقَ إلا من يكابدَه *** ولا الصبابةُ الا من يعانيها

وإلى شؤون طلابية قادمة لنا لقاء ولكم دعاء خالص

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى