قد تتعافى الأرض بعد مجيء السيارة الكهربائية
د. عبدالله المسند
أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا
عدد السيارات التقليدية في العالم يحوم حول 1.2 بليون سيارة!! وقيل أنها تستهلك خمس الاستهلاك العالمي اليومي، وفي عام 2007 بدأت السيارات الكهربائية العملية تأخذ مكانها في الأسواق العالمية بشكل فاق التوقعات الزمنية! وأسعارها الآن مرتفعة كما أسعار الجوال في بداياته، وسوف تهوي الأسعار بشكل كبير في غضون بضع سنين، وربما تُنافس السيارات التقليدية في السعر!
وتكمن مشكلة غلاء السيارات الكهربائية حالياً بالبطاريات العالية الثمن، ومن المتوقع أن تتساوى أسعار السيارات الكهربائية مع التقليدية بعد نحو 5 سنوات أو أقل، ومتوقع أن السيارات الكهربائية ستهدد عروش شركات السيارات العالمية التقليدية!! بل وربما تُقلص من عدد موظفيها، ويتوقع المراقبون أن السيارات الكهربائية ستقضي على السيارات التقليدية (ربما) في غضون 15 سنة، كما قضى الجوال الذكي (أيفون وجالكسي) على الجوالات التقليدية (نوكيا وموتورولا)، وربما تندثر كما اندثرت كاميرا كوداك وجوال أبو هندل!!.
قد نراه بعيداً ويرونه قريباً .. منع بيع السيارات التقليدية في الغرب خلال أقل من عقدين، بل حُدد في بريطانيا وفرنسا بعام 2040م، وهولندا سبقت الجميع بالإعلان عن وقف إنتاج السيارات التقليدية في حلول عام 2025م!!، وشركة فولفو ستقصر إنتاجها على السيارات الكهربائية من عام 2019م!!.
ومن المتوقع أن بعض المدن العالمية المتطورة سيُمنع فيها القيادة البشرية، وستتحول إلى قيادة ذاتية من قِبل السيارة نفسها، عندها العب بالجوال على كيفك، هذا من جهة، ومن جهة أخرى متوقع أن الطلب على الطاقة الكهربائية سيزيد لمواجهة الطلب في ظل انتشار السيارات الكهربائية.
وهنا تبرز بعض الأسئلة: ما مصير محطات النفط بعد 10 سنوات!؟ سيما وأن الطلب على النفط متوقع أن يتراجع! وما مصير محلات تغيير الزيوت؟ بل وبيع الكفرات؟ في ظل تقنية السيارات الكهربائية المختلفة!؟ والسؤال الملح: ما الذي ستخسره دول النفط بانتشار السيارات الكهربائية خلال السنوات القادمة؟ وفي ظل تطور تقنيات الطاقة المتجددة؟
في المقابل ما الذي سيستفيده كوكب الأرض من السيارات الكهربائية؟، حيث أن نسبة انبعاث الغازات الضارة منها صفر؟ وقد يستعيد كوكب الأرض المريض جراء التلوث الصناعي بعضاً من صحته عندما تتوقف آخر سيارة تقليدية في العالم لصالح السيارة الكهربائية، أخيراً التحول من السيارات التقليدية إلى السيارات الكهربائية خطوة في معالجة التغير المناخي للأرض والله أعلم .
ودوماً لأجل الوطن نلتقي، فنستقي، ثم نرتقي