مفهوم الاختبارات
عبدالرحمن بن حمد الداود
مدير الجامعة
نعيش مع أبنائنا وبناتنا هذه الأيام فترة اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول، وكالمعتاد هي خاتمة كل فصل دراسي، ونحمد الله على ما تحقق خلال هذا الفصل من تحصيل علمي أو بحثي أو نشاط جامعي أو مجتمعي، فقد كان هذا الفصل حافلاً بالكثير من المناشط والبرامج على مستوى الكليات والجامعة والمجتمع. وأبناؤنا الطلبة في جامعتنا الفتية جامعة القصيم هم محور العملية التعليمية ومصدر إنجازات الجامعة وهدف عملية التطوير، ومن هنا فإن التحصيل العلمي والبحثي الذي تقيسه الاختبارات هو نتائج نتطلع لها دائماً في العمليات التي تؤديها الجامعة، لنقيس من خلالها المعطيات التي وُفرت في فترة معينة لنعرف ويعرف طلبة الجامعة أين موقفهم من أدائهم طوال فترة تحصيلهم من خلال حضورهم لقاعات الدرس ومختبرات العلوم والمعارف.
وخلال هذه الفترة من كل فصل دراسي تجند الجامعة كافة طاقاتها من أجل تهيئة أفضل بيئة تعليمية مناسبة للطلاب والطالبات حتى يتمكنوا من أداء اختباراتهم براحة وطمأنينة، ومن المهم – وهذا ما نؤكده دائماً – أن التحصيل هو عملية متصلة من بداية الفصل الدراسي حتى موعد الاختبارات النهائية، فهو عملية تراكمية من المعارف والمهارات والعلوم التي يكتسبها الطالب والطالبة من خلال التفاعل المستمر مع المنهج والأستاذ والزملاء، فإذا كان هذا هو المسار فالاختبارات لن تكون خوفاً أو رهبة بل متعة واشتياقا يتوق لها الطالب في إثبات حجم ما تعلمه وقيمة مضمون المعرفة التي اكتسبها.
ونحن دائماً في الجامعة ندعو أن تكون المعارف والمهارات في مقررات الجامعة أو التخصص هي بناء معرفي مستمر للطالب يصبح جزءًا من منظومته المعرفية التي تكون شخصيته العامة أو شخصيته التخصصية بعد التخرج، لأن هدف الجامعة ليس إصدار شهادات تخرج بل بناء شخصية الطالب ليكون أداة فاعلة وبناءة في مجال تخصصه وفي المجتمع بشكل عام.
ومن هنا فإنني أدعو أبنائي وبناتي الطلبة أن يعيدوا النظر في اكتشاف مفهوم الاختبارات ويعيدوا التفكير في أهدافها وسبل الإعداد لها، لتكون مصدر أمل لا خوف أو قلق، ومصدر تحصيل مستمر لا مصدر تحصيل مؤقت، وهذا ما تحاول الجامعة أن تؤسسه في مناهج ومقررات الدراسة عبر طرق جودة واعتماد أكاديمي تم تعميمها على كليات وأقسام الجامعة، أدعو الله سبحانه وتعالى لأبنائي وبناتي بالتوفيق والتسديد، وأن يكونوا لبنة خير في تنمية وطنهم والرقي به لأعلى المراتب في شتى المجالات العلمية والعملية.