هل سبق آدم عليه السلام بشر !؟
د. عبدالله المسند
أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا
لا يُعلم على وجه التحديد متى أُهبط آدم عليه السلام إلى كوكب الأرض، وقيل ـ والله أعلم ـ قد يقع بين (7000 – 12000 سنة مضت) وربما أكثر من ذلك، فالبعض يشير إلى أكثر من 100 ألف سنة؟!، ولكن الإشكال: كيف نجمع بين هذا، وبين نتائج اكتشافات علماء الأنثروبولوجيا عندما اكتشفوا، وحللوا الهياكل العظمية (المستحاثات| الحفريات) والمقدر أعمارها وفقاً لكاربون 14، أو عناصر مشعة أخرى بمئات الآلاف من السنين.
والسؤال: هل آدم عليه السلام هو أول مخلوق عاقل اُستخلف على كوكب الأرض؟!!
الجواب: الصحيح ـ والله أعلم ـ أن آدم أهبط إلى الأرض متأخراً، وسبقه جنس بشري عاقل، عاش وساد فوق كوكب الأرض لقرون طويلة خلت، ثم باد وفنى، وهم ـ وفقاً للحفريات يُشبهون الإنسان فليسوا ملائكة، ولا جناً ولا شيئاً آخر!!، وهناك دليل شرعي، وآخر حسي مادي، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) وهنا إشارة إلى أن الملائكة لديها علم عن سلوك من سبق آدم (الخليفة) فوق الأرض، ونقل ابن كثير في البداية والنهاية قال: “كثير من علماء التفسير: خلقت الجن قبل آدم وكان قبلهم في الأرض الحِنُّ والبِنُّ فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم..) ونقل أيضا “وقال ابن عمر: كانت الحن والبن قبل آدم بألفي عام فسفكوا الدماء”.
ومن يجزم بأن آدم لم يسبقه بشر قبله على الأرض، فكيف يُؤول ويُفسر وجود هياكل عظمية بشرية سابقة، ومتقدمة على آدم بعشرات بل بمئات الآلاف من السنين؟ كما أثبتها العلم والعلماء (وهذا هو الدليل الحسي)، ونحن نؤمن بأنه لا يمكن تعارض صحيح النقل مع صريح العقل، ولا يمكن أن يقع تعارض بين قطعي من الوحي وقطعي من العلم التجريبي.
هذا ولا يُعلم على وجه التحديد متى وُجد البشر (قبل آدم) فوق الأرض! ولكن أشكالهم وأحجامهم قريبة جداً من ذرية آدم، وأخبرنا القرآن عنهم، بل ولامتهم الملائكة بأنهم يُفسدون ويسفكون الدماء، وهذا دليل على أنهم خلق عاقل، وأدواتهم المكتشفة تدل أيضاً أنهم خلق عاقل وليسوا نوعاً من حيوان يشبه الإنسان كما زعم البعض، ولا يُعلم كيف كان انقراضهم؟ وما سببه؟ وكم طول الفترة الزمنية بينهم وبين آدم؟ وعليه يتضح ألا تعارض بين تلك الاكتشافات والحفريات والمستحاثات العلمية القديمة جداً وكون آدم أبو البشر الحاليين، وخليفة من سبقه من بشر سابقين … هذا والله اعلم … ودوماً لأجل الوطن نلتقي، فنستقي، ثم نرتقي.