نموت نموت .. ويحيا الوطن
أ. ندى السرور
الوطن كلمة بسيطة وحروفها قليلة، ولكنّها تحمل معاني عظيمة وكثيرة نعجز عن حصرها، فهو هويتنا التي نحملها ونفتخر بها، وهو المكان الذي نلجأ له ونحس فيه بالأمان، هو الحضن الدافئ الذي يجمعنا معاً، وهو نعمة من الله أنعمها علينا، فيجب علينا أن نحميه وندافع عنه ونفديه بروحنا وأغلى ما نملك ونعمل كيدٍ واحدة لبقائه آمناً وصامداً، ومهما كتبنا من عبارات وأشعار لا يمكن وصف الحب الذي بداخلنا.
يُعتبر حبّ الوطن أمراً فطريّاً ينشأ عليه الفرد، حيث يشعر بأنّ هناك علاقة تربط بينه وبين هذه الأرض الّتي ينمو وينشأ ويدفأ في حضنها. وطني أرجو العذر إن خانتني حروفي وأرجوُ العفوَ، إن أنقصت قدراً، فما أنا إلّا عاشق حاول أن يتغنّى بِحُبِّ هذا الوطن. لم أكن أعرف أنّ للذّاكرة عطراً أيضاً، هو عطر الوطن، ليسَ الوطنُ كلمةً من خمسة حروفٍ فقط؛ فهو حقيقةً كلُّ الكلام والحروف، وحتى أبسط التفاصيل الموجودة حولنا، هو الروح التي يحملها الإنسان في داخله، وهو الهواء الذي نتنفسه، والحب الذي يكبر يوماً بعد يوم.
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ ***وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً ***كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
هو العشق المدفون فينا منذ ولادتنا، ولا يمكن أن ننتزعه من أرواحنا أبداً، فمهما ابتعدنا عنه يظل الحنين يأخذنا إليه، لنكتب فيه الشعر ونزين له الرسومات التي لا تكفيه ولا تعبر عن بضعٍ من حكايات جماله، فهو البحر الهادئ حين نعيش فيه، والنار الملتهبة حين نبتعد عنه، والوطن هو رواية كل مواطنٍ بطلٍ سطّر في قلبه صفحات الشوق ليستمتع برحلات لاكتشاف علامات الجمال في وطنه، ومهما غاص به سيبقى هناك أشياء غامضة جميلة في هذا الوطن.