مواقع التواصل .. وصفات بالمجان !!
رنيم النغيمشي
كلية الصيدلة
أصبح الكثير من الناس يلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي للرد على أسئلة الصحة العامة قبل التوجه إلى المختص، فما هو الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الاجتماعي في هذه العملية؟
مع ازدياد عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة تحولت من دورها التثقيفي والتوعوي إلى منصة مجانية للوصفات الطبية والاستشارات الصحية وخرجت بذلك مهنة الممارس الصحي من حدود المستشفيات حيث تمارس وفق أنظمة وقوانين إلى ساحة إلكترونية لا تخضع لتلك القوانين المهمة والتي لها دور في تقديم الرعاية الآمنة.حيث أن المعلومات الصحية التي تقدم من خلال هذه الوسائل قد تكون معلومات مغلوطة أو غير دقيقة.
ومن سلبيات الاستشارات الطبية ووصف الأدوية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أنها قد تؤدي لأضرار ومنها على سبيل المثال الأخطاء الدوائية القاتلة حيث التفاعلات الكيميائية بين الأدوية والتي تنتج من استخدام أدوية موصوفة حديثا مع أدوية يستخدمها المريض سابقا.
ولقد أشارت التقارير إلى أن أكثر من مليوني شخص سنويا يتعرضون للتفاعلات الكيميائية بين الأدوية في أمريكا نتج عنها تنويم في المستشفيات وعدد من الوفيات.
وكشفت دراسة أخرى بأن 28% من أسباب الذهاب لقسم الطوارئ في المستشفيات الاستخدام الخاطئ للأدوية.
في الختام تعزز هذه الأرقام والإحصائيات الحاجة إلى إعادة النظر في تنظيم الرعاية الصحية وإطلاق تطبيقات متعلقة بالصحة ووجوب توعية المجتمع بالطرق الصحيحة للحصول على المعلومة الصحية وطريقة التعامل معها حتى لا تتحول الاستشارة لخطر يهدد سلامة المرضى.