أعمدة

المعالي يعتذر ..!!

أ.د. فهد الضالع

وكيل عمادة شوون الطلاب

وقف أسيف الروح ..حيي البصر .. بثيابه التي بللتها دموع والدته حين ودعته من خلف البحار ليأتي إلى بلد العلم المملكة العربية السعودية وتحديدا في جامعة القصيم ..وقف ولوعة الغربة مع إلحاح الحاجة ..وقف والأمل يحدوه ..والارتباك يهزه هزا ..

في لقاء معالي مدير الجامعة مع أبنائه طلاب السكن الجامعي  وقف هذا الطالب يحكي حاجته وألمه فيقول : أضطر إلى أخذ بعض المحاضرات خارج الجامعة ..إلخ ..

ومعالي المدير يستمع ..ثم يستجلي الأمر ..ثم يستوضح من ابنه وهو يقف أمامه .. فلما فهم عنه كل شيء ..كل شيء ..إذا بالدرس التربوي يملأ المكان والزمان ..حيث أجابه معاليه :

–  أعتذر منك يابني .. أعتذر ..

معالي مدير الجامعة يقدم اعتذاره على الملأ لطالب من طلاب المنح ؟! ..

لحظتها قلت لبعض من صافيت بجواري : هذا مما يُحفظ ويشاع..

ومن أمانة الإفادة ..إجادة الإذاعة والصياغة لمثل هذا الموقف وتوظيفه للحديث إلى ذاتي و غيري ولكل من هو دون المعالي حين يتعاملون مع من دونهم سواء في الرتبة أو السن أو ماهو أولى وأحوج ..وهم الطلاب ..

إن الاعتذار لا ينبع إلا من روح كريمة تؤمن بإنسانيتها وتتواضع لله تعالى بأن الكمال له وحده ..

وحيث نرى الاعتذار شعارا ينتشل به مسؤولنا الأعلى في مؤسستنا طالبا من أبنائه ..فإنه يشعره بالأبوة والترفق والحرص على القيام بحقه وتصحيح أي عقبة تقف في طريقه العلمي ..

في ميادين العمل ..وعلاقة الأساتذة مع التلاميذ والموظفين مع مرؤوسيهم وعامة دوائر العمل ..أحسب أن إحياء هذه الصفة الكريمة لا تنقص من قدر أحد بل تزيده بل تزيده ..

همسة ..

جرب أن تعتذر ..وانظر كيف تجري أخاديد الحياء والشكر والتفاعل من الآخر ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى