الأستاذ الجامعي
عبدالرحمن بن حمد الداود
مدير الجامعة
في أي جامعة نجد أن الأستاذ الجامعي هو أساس عملية تنفيذ الوظائف الرئيسة من تدريس وبحث علمي وخدمة للمجتمع، لذا يُعد عنصراً رئيساً في العملية التعليمية والبحثية، فكلما ارتقى في ذلك ارتفع مستوى طلبته وبالتالي ارتفع مستوى مُخرج الجامعة بشكل عام والعكس صحيح، فعليه مسؤولية كبيرة في إيجاد نوعية جيدة من الطلبة المؤهلين القادرين على المساهمة بالنهوض مستقبلاً بخطط التنمية في مختلف مجالاتها من حيث تحقيق متطلبات سوق العمل واحتياجات المجتمع.
وبما أن أكثر الممارسات التي يقوم بها هي العملية التدريسية التي تمثل جزءاً كبيراً ورئيساً من وظيفته التعليمية والتربوية والتي بطبيعة الحال ترتكز على طرف آخر يتمثل في الطالب فهذا يؤكد على أهمية زيادة الاهتمام بممارسة العلاقات الإيجابية مع طلبته من أجل نجاح العملية التعليمية بمواقفها المختلفة.
وعندما يكون الموقف التعليمي وطبيعة العلاقة بين الأستاذ وطلبته قائما على أساس المعاملة الطيبة والاحترام المتبادل كان ذلك أدعى للوصول إلى مستوى مرتفع من الإنتاجية المرتقبة، فالركيزة الأساسية للعمل الجامعي ونجاحها يعتمد على الأستاذ الجامعي، فهو الشريك الأساسي في التغيير والتطوير، ولا يمكن أن يكون هناك تميز وتطوير وتغيير دون مشاركة فاعلة من أعضاء هيئة التدريس في كافة العمليات الأكاديمية والبحثية.
لذا أجدها فرصة بأن أوصي زملائي وزميلاتي من الأساتذة بطلبتهم خيراً من حيث التشجيع والتحفيز والتوجيه والإحسان في التعامل معهم، مع المحافظة على الشخصية العلمية والوظيفية؛ فقوة بلا تسلط ورحمة بلا ضعف، والتعامل بالعدل والمساواة هو مفتاح لاحترام متبادل وحوار هادف يمكن من خلاله تحقيق الهدف أو الأهداف المنشودة في الموقف التعليمي مهما اختلف وتنوع.
والأستاذ الناجح من يصل في النهاية بطلبته إلى أن يكونوا قادرين على أداء أدوارهم العلمية والبحثية بكل كفاءة وتميز، وبطبيعة الحال فالطالب لا ينفر من أستاذه لجديته وحزمه بل عندما تكون تلك الجدية في غير محلها من حيث التعقيد والتشديد وليس للتحصيل والفهم المطلوب، وكم من أستاذ قد منح طلبته تقديرات عالية إلا أنه وصف بعد ذلك من قبلهم بالضعيف وقليل المعرفة، والعكس صحيح فهناك من كان جاداً فيما يقدمه ومخلصاً في أداء واجباته مقابل نتائج ليست عالية من معظم طلبته إلا أنه وجد الشكر والثناء منهم.
ونحن في جامعة القصيم نسعى جاهدين لاستقطاب الكفاءات المتميزة من أعضاء هيئة التدريس في مختلف التخصصات حيث يقوم على عملية التدريس في الجامعة قرابة الأربعة الآف وخمسمائة عضو هيئة تدريس ومن في حكمهم من معيدين ومحاضرين يؤدون واجباتهم العلمية والبحثية بكل جد واجتهاد في 38 كلية منتشرة في جميع محافظات المنطقة، وتحرص الجامعة دائماً على أن تعطي الأستاذ الجامعي مكانته التي يستحقها في الجامعة والمجتمع، بتطوير وتعزيز كافة الفرص التي تهيئه للنجاح في مهامه وواجباته الجامعية والمجتمعية.