العواصف الرعدية والصواعق وعلاقتها بحياتنا اليومية

أ.د. عبدالله المسند
أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا

إحصائياً كل ثانية تضرب الأرض من 50-100 صاعقة تقريباً، ومعظم الصواعق يبلغ طولها في المتوسط نحو 3-4كم، ويبلغ قطر خط البرق أو حزام البرق حوالي 1 بوصة. وقد يُسمع صوت الرعد من مسافة 19كم في حالة الهدواء التام، وفي حالات (معينة) وظروف جوية ملائمة قد يشاهد البرق من مسافة تصل إلى 100كم. ويمكن أن تعرف بُعد البرق أو الصاعقة عنك بحساب الفرق بين رؤية البرق وسماع الرعد أو الصاعقة بالثواني، والحاصل تقسمه على ثلاثة، والناتج هو بعد الحدث عنك بالكيلومتر.
في كندا معدل الصواعق سنوياً حوال 2 مليون صاعقة تقتل نحو 10 أشخاص سنوياً، وتجرح نحو 100-150 شخصاً، بينما في الولايات المتحدة تقتل بالمتوسط 57 نفساً سنوياً، وعندما تضرب صاعقة قريباً منك فقد تسبب تلفاً في طبلة الأذن، وفي الغالب تسقط أرضاً لشدة الموجات الصوتية المتولدة عن الصاعقة.
آمن مكان بعيداً عن الصواعق السيارة والمنزل ـ بإذن الله ـ  وقد تضرب الصاعقة السيارة وتدمر أجهزتها الكهربائية، وينجو راكبها في حالة عدم لمسه أي معدن فيها، وفي المنزل ينبغي أن تكون بعيداً عن أجهزة الكهرباء بأنواعها وكذلك المعادن، وفي حالة العواصف الرعدية الشديدة ابتعد عن جميع الأجهزة الكهربائية، والمعادن، وأدوات السباكة في المنزل، ولا تستحم أثناء العواصف الرعدية الشديدة، وإذ أنت تعمل خارج البيت ابتعد عن الأشجار، والأعمدة، والمباني العالية، والمناطق المرتفعة قدر الإمكان.
عملك بالكمبيوتر المرتبط بسلك الكهرباء، أو في البلاي استيشن عند حدوث العواصف الرعدية النشطة تجعلك في غير مأمن من الصاعقة، وفي حالة العواصف الرعدية النشطة يُفضل فصل التيار عن الأجهزة الكهربائية؛ فقد يتم تفريغ الشحنات الكهربائية من البرق عبرها فتحرقها.
استخدام الآب توب ((بدون)) توصيله بالتيار الكهربائي، أو بخط الهاتف (الانترنت) أثناء حدوث العاصفة الرعدية الشديدة لا خطر فيه، ولحماية كمبيوترك وبياناتك .. لا تجعل الجهاز موصّل بالكهرباء، حتى الاتصال عبر هاتف المنزل يعتبر موصل للشحنات الكهربائية التي قد تأتي من قِبل الصاعقة فيُحذّر من استخدامه.
لم يثبت علمياً خطورة استخدام الجوال أثناء حدوث الصواعق!! خاصة إذا لم يكون في حالة شحن، ومع ذلك أنصح بعدم استخدامه أثناء مرور العاصفة الرعدية النشطة، وقد تضرب الصاعقة مستخدم الجوال، لا لكونه يستخدمه وأنه جاذب، ولكن لكونه واقفاً في مكان مرتفع من الأرض فحسب، أو قريب من شجرة، أو كتلة معدنية ومع ذلك أنصح بعدم استخدامه.
الذين تضربهم الصاعقة هم بقدر من الله وقفوا في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ، بمعنى أن الله تعالى قدر كونياً أن تضرب الصاعقة هذا المكان بهذا الزمان سواء كنت أنت موجوداً أو لا، بعبارة أخرى أنت لست بمحرض لجذب الصاعقة .. هذا والله أعلم.