أخطاء المدراء
عبدالرحمن الشنقيطي
طالب في كلية الإقتصاد والإدارة
الإدارة إجمالا منهج تنظيمي يحشد الموارد البشرية والمادية بهدف الوصول إلى غاية يُفترض أنها قد حُددت بدقة، ويحاول المدراء تحقيق هذا المغزى بأقل التكاليف الممكنة على أن يستفيد الكل من تحقيق الأهداف المنشودة، إلا أن هؤلاء المدراء قد تعتورهم بعض الأخطاء وأوجه القصور التي من شأنها إعاقة عمل المنظمة أو التسبب في فشلها بالكامل، و أذكر هنا طائفة من أشهر هذه الأخطاء و أكثرها فداحةً :
١. عدم مراعاة الفروق الشخصية بين الأفراد :
إن الحديث عن الفروق الشخصية يجرنا إلى الحديث عن تبويب بات من الأهمية بمكان في علمي الاجتماع والنفس، وهو ” الشخصيات “، و الواقع أن لكل فرد شخصيته وقالبه الفكري الخاص الذي يحدد سلوكه ورؤيته للحياة وقضاياها، وغياب الوعي لدى المدير بمشكلة الشخصيات وما يناسب كل لون منها قد يدفعه إلى اتخاذ إجراءات كارثية، كأن يكلّف شخصية حساسة وخجولة بالإشراف على عمل جماعي أو يقوم بتعيين فرد نزق وعصبي في العلاقات العامة، حيث يتحدث بشكل يومي إلى جهات خارجية وهو يفتقد إلى أبسط مقومات الدبلوماسية.
٣. البدء من الصفر بدل البدء من حيث انتهى السلف :
فحين يتولى مدير أو رئيس جديد زمام السلطة يقوم بنسف ما أنجز سلفه السابق والبدء باستراتيجية تكتيك تنظيمي جديد غير مألوف، يُصاب المرؤوس هنا بعدم الارتياح ويخالجه شيء من التوجس والارتياب إزاء الإدارة الجديدة، وبمثل هذه الاجراءات التعسفية قد تعطي الإدارة الجديدة انطباعاً سلبياُ عن نفسها لدى المرؤوسين، إذ هم سيصفونها بالغرور والعسف الذي لا مبرر له، أضف إلى ذلك أن استراتيجية البدء من الصفر مكلفة جدا، فهي تجر المنظمة إلى نقطة البداية من جديد على عكس استراتيجية البدء من حيث انتهى السلف التي تستدعي فقط إجراء إصلاحات وتعديلات على الوضع القائم ومن ثم البناء عليه بصياغة استراتيجية متجددة والانطلاق بها نحو الأمام وهذا ما فعله الإسلام إبان ظهوره، فالإسلام لم يلغِ عادات العرب بالمطلق، بل ضبطها وفق منهجية سماوية وأقر الصالح منها، وأصلح منها ما استدعى الإصلاح .
٣. عدم القدرة على إدارة الاجتماعات :
تُعقد الاجتماعات من حين لآخر لتباحث بعض الأمور التي قد يكون بعضها طارئاً، ويأتي كل فرد إلى الاجتماع وفي جعبته اقتراحات يرى أنها ستحل المشكلة موضوع البحث، وهذا معناه أننا على موعد مع لقاء تختلف فيه وجهات النظر ويدلي كل طرف فيها بدلوه، وعجز المدير في مثل هذه الحالات عن إدارة هذا الملتقى بالشكل الفعال سيؤدي إلى نتائج غير محمودة مثل استفحال النزاعات والتعصب وهدر الوقت والغوغائية وتداخل الأفكار بسبب كثرة الاستطراد والشخصنة وغياب الموضوعية بدل أن تتلاقح أفكار الحاضرين لتنتج أفكاراً جديدة ومثمرة.
وأنا لا أعني هنا منع الخلافات من الظهور، إنما ضبطها لئلا تخرج عن حدها المعقول وتتحول إلى نزاع يولّد الكراهية والأحقاد بين الأعضاء.
وللمزيد من الفائدة حول هذا الموضوع ابحث في قوقل عن كتاب “100 خطأ إداري” للخبير الإداري محمد فتحي .