أعمدة

الجنادرية .. تراث وثقافة

عبدالرحمن بن حمد الداود
مدير الجامعة


‏‎لقد اصبح المهرجان الوطني للتراث والثقافة ( الجنادرية) علامة فارقة ومميزة في جبين التظاهرات الفكرية والثقافية، ومقصداً للعلماء والمثقفين ورجال العلم والتاريخ، ولم تعد الجنادرية فعالية وطنية فحسب بل أصبحت مهرجاناً ثقافياً وفكرياً مميزاً ذا أبعاد خليجية وعربية وعالمية، تستذكر الماضي، وتستثير الفكر وتنشر الثقافة وترعى الفنون والآداب.
ويأتي هذا المهرجان السنوي في عامه الثاني والثلاثين برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – شاهداً على عبق تاريخ هذا الوطن وأصالة شعبه وروعة ثقافته وجمال تراثه، وهو دليل على معدن المواطن وحب الوطن، وفيه ذكرى للأجيال، ووفاء للآباء، واستلهام للمبادئ والقيم التي وحدت عليها هذه البلاد على يد المغفور له – بإذن الله – الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، واستمر عليها أبناؤه البررة حتى هذا العهد الزاهر.
لقد عودنا هذا المهرجان على الحوار والنقاش في كثير من القضايا الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى كافة المستويات الوطنية والعربية والدولية، وعلى مر المواسم الماضية كانت ولا تزال كبرى الشخصيات العالمية تشارك في فعالياته ما أسهم في مزيد من الحوار بين الحضارات والثقافات العالمية.
كما اكتسبت الجنادرية اهتمامات شعبية بحضور الأمسيات التراثية والشعبية والعرضات الوطنية ذات الطابع الفلكلوري، حيث تربط هذه العروض التراثية أبناء وبنات الوطن بالتراث والثقافة الوطنية لآبائنا واجدادنا، والأجيال التي عاشت على أرض الوطن وتربت على معارف وتقاليد عربية أصيلة، ونقل التراث من جيل إلى جيل ليس بالأمر اليسير، وهو ما تقوم به الجنادرية من خلال هذه التظاهرة السنوية.
ومما يميز مهرجان الجنادرية إعطاؤه مساحات واسعة لحضور المؤسسات والشركات الوطنية لتبرز دورها في المجتمع، وتقدم صورتها لعموم الحضور الكبير الذي يحظى به، وجامعة القصيم هي إحدى المؤسسات التي تحرص دائما على وجودها في المهرجان وتقدم ذاتها للزوار، من خلال جناح المنطقة الذي تشرف عليه أمارة المنطقة بمتابعة وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، حيث تشارك الجامعة بجناحين الأول تعريف بالجامعة وكلياتها وتخصصاتها ومنجزاتها، والثاني بالنخلة ومنتجاتها ومراحل نموها وجميع ما يرتبط بها. فالجامعة هي إحدى مؤسسات هذا الوطن المعطاء التي تحرص دائماً على وجودها في المهرجان عبر جناحين مميزين يعكسان أبرز الإنجازات التي تتحقق بانتظام على كافة المستويات الأكاديمية والبحثية والثقافية والمجتمعية، ونحرص دائماً على تواجدنا للالتقاء بزوار الجنادرية لإيضاح ما تتميز به جامعة القصيم عن غيرها في إنشاءاتها وبرامجها الأكاديمية والمجتمعية المتنوعة وبحوثها ودراساتها الطبية والهندسية والأدبية وغيرها، حيث تعد الجامعة اليوم من كبرى جامعات المملكة كونها تضم بين جنباتها ٣٨ كلية كأكبر جامعة سعودية من حيث عدد الكليات بعد جامعة الملك خالد، إضافة لوجود أكثر من واحد وسبعين ألف طالب وطالبة. ونفخر نحن في الجامعة بتواجدنا في المناسبات الوطنية والدولية، والجنادرية تعد من أبرز هذه المناسبات التي نعتز بتواجدنا فيها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى