«العمل التطوعي اختيار لا إجبار»
أ. دلال الرشيدي
كلية التربية
العمل التطوعي هو الجهد الذي يبذله الإنسان بكامل إرادته واختياره دون أن يكون هناك إجبار على أداء هذا النوع من الأعمال ويكون هذا العمل دون مقابل مادي في غالب الأحيان، والعمل التطوعي أساسي لبناء المجتمع وتقوية العلاقات بين أفراده، كما أنه يعتبر أحد أشكال العمل الصالح التي يؤجر المسلم على القيام بها، وقد حث الإسلام على العمل الخير والمساهمة في تلك الأعمال، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ أنفعُهم للناسِ وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سرورٌ تدخِلُهُ على مسلِمٍ أو تكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِي عنه ديْنًا أوْ تطردُ عنه جوعًا ولَأَنْ أمْشِيَ معَ أخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إلِيَّ مِنْ أنْ أعتكِفَ في هذا المسجِدِ شهْرًاً)…وفي هذا الحديث يتمثل وفاء الإنسان لأخيه الإنسان في أسمى معانيه.
ويعتبر العمل التطوعي أحد الوسائل التي يتمكن الشخص من خلالها من ملء وقته بما فيه فائدة له وللمجتمع من حوله، ويوجد العديد من أشكال وأنواع العمل التطوعي التي يستطيع الإنسان التطوع فيها، وفي ما يخص أنواع العمل التطوّعي فإنه يصنف إلى قسمين رئيسيين، الأول هو العمل التطوّعي الفرديّ، والنوع الثاني هو العمل التطوّعي المؤسّسي، وفي النوع الأول فإن المتطوع يقوم بذلك لوحده ومن تلقاء نفسه، ومن الأمثلة على العمل التطوعي تطوع الأفراد في دور المسنين لخدمة كبار السن، أو تطوع الطبيب لعلاج الأشخاص غير المقتدرين بالمجان، أو تطوع أحد المعلمين لتدريس الأشخاص الأميين أو الطلاب ذوي التحصيل القليل مقارنة مع غيرهم من نفس الجيل، أما النوع الثاني فهو العمل التطوعي المؤسسي، وفي هذا النوع فإن الأفراد يتطوعون في مؤسسة أو هيئة معينة ويكون ذلك على مستوى عالٍ كما أن العمل يكون منتظماً بشكل أكبر وقادرا على تحقيق الأهداف المرجوة بشكل أكبر.
يعتبر العمل التطوعي ذا أهمية كبيرة سواء كان ذلك على مستوى الفرد أو المجتمع، فالهدف من التطوع هو كسب الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، كما أن هذا النوع من الأعمال يسهم في صقل الشخصية وتقويتها إضافة إلى تقوية العلاقات الاجتماعية وتنميتها، ويسهم في تنمية القدرات التي يمتلكها الأشخاص إضافة إلى إكسابهم مهارات وقدرات أخرى، كما أنه يلعب دوراً في توجيه طاقة الشخص واستثمارها في الأعمال التي تعود على الجميع بالنفع بدل استثمارها في أعمال لا تجلب الفائدة أو قد تؤذي صاحبها، إضافة إلى ما سبق فهي تسهم في زيادة انتماء الشخص وولائه تجاه مجتمعه وهذا ما ينمي المجتمع ويجعله متقدماً.
مجالات العمل التطوعي عديدة ومن أبرزها المجالات العلمية، ومجال العبادة، والمجالات الحرفية، والمجالات الفكرية، إضافة إلى التطوع والمساعدة المالية، والشخص يستطيع أن يتطوع في المجال الذي يستطيع أن يقدم فيه ويفيد من حوله.