الرأي

بذاءة اللسان عند بعض الأطفال (1- 1)

د. رشيدة محمد أبوالنصر

أستاذ مشارك بكلية العلوم والآداب بالبكيرية

قد يصيب الأب والأم الذهول عندما يسمع من ابنه سلاطة لسان قبل أن يقول له مثلاً “أنت كذاب” أو يشتم والده بأي نوع آخر من الشتائم التي سمعها أو يشتم والدته، وقد ينهال الأب والأم بالضرب المبرح على طفلهما لسوء أدبه، ويظنان أنه سيخرج ولداً قليل الأدب وهذا غير صحيح 

كما يؤكد علماء النفس، فالطفل ونتيجة للانفعالية وعندما يغضب بشدة من أحد الوالدين لسبب ما لا يجد ما ينفس به عن غضبه أحياناً إلا بكلمة أو عبارة بذيئة يوجهها لمن سبب له الأذى فيرتاح من بعدها مباشرة.    وليعلم كل أب وكل أم أن البذاءة شيء طبيعي عند الطفل، فهو لا يقدر معنى الشتائم إلا أنها شيء يرد به على غيره ممن يؤذيه ولكن ما الرد الأصوب وما ردَّ الفعل تجاه بذاءة الطفل؟   لا للعقاب الجسدي: إن العقاب الجسدي هو عملية سريعة للحد من التصرف السلبي إلا أنها لا تنفع في دفع الطفل إلى التخلص من العادة السيئة, بالإضافة إلى مضاعفاته ولذا يجب إيجاد أسلوب آخر يجدي في تقويم التصرفات السيئة.  و يمكن علاج هذا السلوك غير السليم من خلال إظهار الرفض التام لهذا السلوك وذمه علنا، والتحلي بالصبر والهدوء في علاج هذه المشكلة .  وتعويد الطفل على الاعتذار والأسف كلما تلفظ بكلمة غير مستحبة ويكون هذا التعويد بحزم وثبات واستمرار، واستعمال مفردات إيجابية داخل المنزل وتعليم الطفل منذ البداية عبارات مثل 

شكرا، من فضلك إلخ، وحرمان الطفل من المشاركة في الألعاب التي يهواها وإبعادها إلى غرفة أخرى لفترة قصيرة من الوقت عند تلفظه بكلام بذيء.  والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يتفوّه الطفل والمراهق بالكلام النابي؟  يُفاجأ الأهل بالكلمات النابية التي يقولها أبناؤهم، ويشعرون بالغضب والإحراج عندما تقال في أماكن عامة أو أمام الغرباء، فيحاولون كبت غضبهم الذي يفجّر في المنزل. والتفوّه بالكلمات النابية والشتائم لا يقتصر على الأطفال الصغار، بل يطاول المراهقين أيضًا. فما هي الأسباب التي تجعل الطفل أو المراهق يشتم ويتفوّه بكلام نابٍ؟ يرى اختصاصيو علم نفس الطفل، أن هناك أسبابًا عدة تجعل الطفل يطلق الشتائم ويتفوّه بالكلام النابي. في البداية، هناك المحيط العائلي، فإذا كان أحد الوالدين ممن يتفوّهون بالكلام النابي أمام أبنائهم في حالة الغضب، فإن من المحتمل أن يقلّده أبناؤه، لأنه النموذج الأول الذي يقتدي به الأبناء.  

أما إذا لم يكن هذا هو الحال في المحيط العائلي، فإن هناك احتمال تقليد الأقران في المدرسة، أو أنه، أي الطفل، يشعر بالتوتر والقلق اللذين يجعلانه أحيانًا يعبّر بشكل غير لائق.   أما إطلاق المراهق العبارات النابية أو المهينة، فمردّه إلى ميله في هذه المرحلة من العمر، إلى التمرّد ورفض وصاية الأهل ونصائحهم. فمن المعلوم أن المراهق يحاول بشتى الوسائل الانفصال والاستقلال عن العلاقة التبعية التي تربطه بوالديه. 

لكن لماذا يتفوه الطفل بالكلمات البذيئة إذا كان لا يفهمها؟  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى