مقررات الثقافة الإسلامية
عبدالرحمن بن حمد الداود
مدير الجامعة
تقوم الجامعات بأهداف رئيسة في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وتتحقق تلك الأهداف من خلال عمل وتطوير دائم يجب أن يتواكب مع متطلبات العصر ومستجداته، ومن ذلك فقد سعينا في جامعة القصيم إلى إعادة النظر في مقررات الإعداد العام في الثقافة الإسلامية والتي مضى عليها عقود من الزمن لم يعد النظر في مفرداتها ومحتواها، وقد حان الوقت بل لزم الأمر لنقف عند محتواها وما تتضمنه من مفردات ليحذف منها غير المناسب ويبقى المناسب مع تطويره وإضافة ما استجد بما يتواكب مع ما تعيشه المملكة من تطورات وما تواجهه من تحديات على المستوى الوطني والدولي، ولما تمثله تلك المقررات من أهمية في بناء طلبة الجامعة الذين هم نواة المجتمع وعماد بنائه، في الجانب العلمي والفكري والمعرفي، إضافة إلى دورها في تشكيل البعد الوطني والفكري لدى هؤلاء الطلبة.
ومن أهم أهداف هذا المشروع؛ أن يتواءم محتوى تلك المقررات مع المتغيرات في كافة المجالات الدينية والفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، وإعداد الطالب الجامعي كي تكون شخصيته شخصية متزنة دينياً وفكرياً وسلوكياً وثقافياً وأخلاقياً مما يساعد على حماية الوطن والمحافظة على وحدة المجتمع والمساهمة في تنمية ورقي البلاد، وتعزيز الوحدة الوطنية وبناء المشتركات الكبرى من مسائل الدين والقيم لحماية الشباب من الانحرافات الفكرية ببيان وسطية الإسلام ونبذ التطرف والإرهاب والغلو بكل صوره، وإعداد جيل من الشباب لديه المعرفة الواعية بالموقف الإسلامي الوسطي من الفكر الحديث ومدارسه وموضوعاته.
إن مثل هذا المشروع العلمي والفكري لا يمكن أن نطلق عليه مشروعا يخص جامعة القصيم لوحدها بل هو مشروع وطني سيستفيد منه جميع شباب وشابات هذا الوطن.
ومن دوافع العمل في ذلك أنه يتفق مع رؤية المملكة 2030 في غاياتها وأهدافها وتحقيقاً لرؤية ورسالة الجامعة ورفعا لمستوى الحس الوطني وتعزيز الانتماء له، وكذلك المستوى الفكري والثقافي لدى طلبة الجامعة.
لقد بدأت الجامعة منذ العام الماضي ممثلة في لجنة عليا يرأسها مدير الجامعة وعضوية عدد من الأساتذة المتخصصين والمهتمين بمراجعة مقررات الثقافة الإسلامية بالتخطيط والعمل على هذا المشروع برسم أهدافه وتحديد خارطة عمل اشتملت على أربع مراحل انتهى ثلاث منها والعمل جار في الرابعة، وبحول الله ومع نهاية هذا الفصل ينتهي البناء وتبدأ مرحلة تدريب الأساتذة وكيفية التعامل مع تلك المقررات وآلية تقديم محتواها للمستفيدين من طلبة الجامعة.
وختاماً أقدم شكري وتقديري لجميع الزملاء والزميلات الذين يعملون في هذا المشروع متمنياً للجميع كل التوفيق.
حفظ الله هذا الوطن وأدام عزه ونصره.