خمس دقائق
د. فهد بن سليمان الأحمد
عميد عمادة القبول والتسجيل
عزيزي الطالب وعزيزتي الطالبة في إحدى الجامعات الأمريكية اشتكى الطلاب والطالبات من كثرة الضغوط الدراسية وضيق الوقت عن الأعمال والأبحاث والواجبات الأمر الذي أقلق مسؤؤلي الإرشاد الأكاديمي والنفسي في تلك الجامعة، فنوقش الأمر ع أكثر من مستوى، وكان من ضمن الحلول استضافة أحد الأساتذة المتخصصين في إدارة الوقت وفعلا قدمت الدعوة للأستاذ لإقامة ورشة عمل لطلاب وطالبات الجامعة حول إدارة الضغوط والأعمال وكيفية التغلب عليها فما كان منه إلا أن أقام الورشة في وقت قصير جدا لم يتجاوز خمس دقائق وقد كان الوقت المحدد لها ثلاث ساعات حيث التقى بالطلاب والطالبات وكان أثناء دخوله يحمل بيده كيسا عاديا فتوجه إلى المنصة ثم أخرج من الكيس وعاء من البلاستيك فسأل الحاضرين والحاضرات هل الوعاء مملوء أم فارغ ؟ فأجاب الجميع بأنه فارغ ،ثم أخرج من الكيس عددا من الحجارة الصغيرة والكبيرة ووضعها في الوعاء حتى امتلأ ،ثم سأل الطلاب هل امتلأ؟ فأجابوا بصوت واحد : نعم ، ثم أخرج من الكيس رملا ووضعه في الوعاء فسألهم هل امتلأ ؟ فقالوا وهم مشدوهين : نعم ، ثم أخرج قارورة ماء وسكبها في الوعاء ، ثم سألهم هل امتلأ فأجابوا في ذهول : نعم !! ثم أخرج من الكيس شتلات من الورد وغرسها في الوعاء ثم قال لهم : فكذلك أنت أيها الطالب وأنتِ أيتها الطالبة كلما أحسست بالضغط وشعرت بضيق الوقت وامتلاءه فأنت قادر على العطاء بشكل أفضل .فهذه الشتلات نستطيع أن نزرع منها آلاف المشاتل .
عزيزي الطالب وعزيزتي الطالبة ليعلم كل منكم أن الإنتاجية والدافعية يرتبطان بشكل تلازمي مع حجم الضغوطات والأعمال فإذا كان جدولك مليئا ومزدحما فإن هذا بعطيك جدية أكبر وتركيزا أعلى وبالتالي تزيد إنتاجيتك ودافعيتك لكن عليك أن تهتم جيدا بإدارة الأزمات التي تمر بها وتجعل منها مساحة كافية فلا تتضجر من تعاقب الامتحانات عليك ولا تكرار ووردك للمعامل ولا كثرة الأعمال والواجبات وروح لنفسك ولجسمك بالأنشطة والفعاليات الرياضية والثقافية التي تزيد من قوتك وقدرتك فالحياة عمل والكسل طريق الخائبين وكلما حاولت أن تصل مرادك بوقت أقل فأنت رابح.