أعمدة

بناء الإنسان

أ.د. فهد الضالع
وكيل عمادة شوون الطلاب


في مؤسستنا الكريمة جامعة القصيم نجد أننا كمنسوبين مسؤولين عن الطلاب الذي يقفزون على السبعين ألف طالب إنما يقع علينا أمانة عظيمة تجاه ذلك الانسان الذي دخل مستجدا ومضى خريجا ..أي شيء قدمناه له ؟! ..خصوصا فيما يتعلق بفكره ورؤيته وولائه وانتمائه ..أو مايتعلق بنواح أخرى ضرورية لمكملاته الشخصية ..
إنه سؤال حقيق بالطرح ..وحقيق بكل منا أن يضع نفسه موضع الإجابة وكأن الطالب يسأله هذا السؤال وهو على بوابة التخرج ..
ويمكنني القول أن تعليق الجرس من خلال عناصر سريعة أُثيرها ولغيري أن يُثريَها..
أولا : علينا نحن الأساتذة أن ندرك أن مثل أعمار الشباب الذين بين أيدينا يصلون المعلومة في عالم اليوم بطريقة سريعة وغنية، والفارق الحقيقي هو تلك المثل العليا التي يرونها في أشخاصنا إن وفقنا للتعامل معهم بأمانة القدوة، فحقيق بنا أن نخرج بالطالب عن المعلومة المجردة إلى فضاءات أرحب تعزز من ثقته بنفسه واعتزازه بها وبدينه وطنه .
ثانيا : إن الشباب اليوم يسعدهم من يستمع إليهم ويتقبلهم ويحتويهم ، ويشعرهم باهتمامه بهم ، فيحرك مكامن الخمول فيهم بالتوجيه والتشجيع ويميز المميزين منهم ليستفز مكامن التميز عند الآخرين فتدور عجلة الشباب على أمر قد قدر من المسؤول المباشر بعيدا عن سراديب العلاقات المبهمة والمشبوهة ..
ثالثا : إننا حين نرى شابا قد عثرت به قدمه فليس هذا اختياره وليس هذا قدره المستقبلي فتأمين خطوط العودة والارتقاء به تدريجيا ضرورة قصوى لقطع الطريق على من يريد تحويله لهبا ..
رابعا : لن نؤثر بالشباب تأثيرا حقيقا إلا بعد أن يتقبلونا كأشخاص نتذوق مرارة مايتذوقون في حياتهم اليومية فإذا سمعنا منهم سيسمعون منا ..
خامسا : النية .. فالعطاء ليس مالا! ..إن العطاء روح تقطر في فؤاد الآخر فيحس بها بل يعيش بها فتؤثر فيه أجمل تأثير ..فتأتي أحيانا كلمة حانية ..أو بسمة صافية ..أو موقف معبر ..أو دعوة في ظهر الغيب تعانق السماء ..لايعلمها إلا الله ..
همسة ..
ستجد في هذا المضمار شوبا من أثرة وعثرة ..فاصبر لأنك تصنع انسانا ..!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى