أعمدة

سمو ولي العهد في أمريكا

عبدالرحمن بن حمد الداود

مدير الجامعة

لست ممن يهتم كثيراً بالكتابة في الشأن السياسي بحكم ظروف العمل الأكاديمي، ولكن لعلي، من خلال هذه المساحة الصغيرة، أستطيع القول أن زيارة سمو ولي العهد – حفظه الله – للولايات المتحدة الأمريكية تُعد مرحلة تاريخية في عصرنا الحاضر ومنعطفاً مهما في جوانب مختلفة سواء العسكرية منها أو السياسية أو الاقتصادية على وجه التحديد، فالمملكة العربية السعودية وأمريكا حليفتان تربطهما شراكات قوية منذ مطلع الأربعينات من القرن الماضي وتحديداً منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه.

والمتتبع لنشاط سموه الكريم على مدى الأيام الماضية يعرف ويقدر حجم وثقل المملكة ليس كدولة مصدرة للنفط فقط وإنما لأنها تعد زعيمة العالمين الإسلامي والعربي.

وكما يهمنا بناء علاقات قوية مع أعظم دولة في العالم فهم أيضاً حريصون على أن تبقى المملكة شريكاً وحليفاً إستراتيجياً لهم لمكانتها وزعامتها الإقليمية والدولية.

وزيارة سمو ولي العهد لم تكن كأي زيارة لزعيم أو رئيس دولة تأخذ من يوم إلى يومين، بل امتدت إلى قرابة نصف شهر وضع لها أهدافاً إستراتيجية وخططاً من أجل مصلحة هذا الوطن الغالي وشعبه الوفي بأن التقى رئيس الدولة ثم تدرج في الزيارة واللقاء بكثير من المسؤولين في الحكومة الأمريكية وكذلك في القطاع الخاص بشركاته ومؤسساته العالمية، وأجزم أنه لم يسبق لأي مسؤول في العالم أن زار أمريكا وحقق لبلاده ما حققه سموه الكريم.

إن الاتفاقات والتحالفات التي سعى لها سمو ولي العهد سيكون لها ـ بمشيئة الله ـ أثر إيجابي وبخاصة في التقنية والاقتصاد المعرفي، ولربما لا يظهر ذلك في سنة أو سنتين إذ إنها إستراتيجيات تحتاج إلى وقت لكي يشعر بها ويعيشها أبناء هذا الوطن المعطاء.
أسأل الله أن يحفظ سموه في الحل والترحال ويعينه على تحقيق ما يتطلع إليه خادم الحرمين الشريفين والشعب الكريم، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء، ويرد كيد الحاقدين والحاسدين إلى نحورهم إنه سميع مجيب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى