ذو أثر سماويً
ريهام حمد الخلف
كلية الصيدلة بعنيزة
جميعُنا أرقامٌ في صفحات التعداد السُكاني للأوطان
لكن ..
من منا رقم إستثنائي لا هامشي .. ؟!
من منا أثرً وإرثً باقٍ مابقيت الحياة .. ؟!
استوقفتني لحظاتُ الحنين ، عندما ذُكِرَ أحدُ الراحلين ،كان وكان وكان .. ماذا بقي في الأذهان عنهم ؟!
ولما البعض رغم مرور السنين إلا أن ذكراه باقيةٌ مابقيت الحياة، بينما الآخر إندفنت ذكراه بمجرد رحيله !!
مِن الأرقام المسجلةِ في التعداد السكاني من عندما يتوارى في التراب تصدع ذاكراه الطيبة
في الأفاق ..!! نعم في الآفاق
فذاك إحسانٌ ، وآخرُ عَطفٌ ، وذاك بِرٌ ، وهذا رِفقٌ ، ولُطفٌ يَغمُر ، وعِلمٌ يُنشر ، وخيرٌ يُزرع ، ومبسمٌ يُؤجر ، وحوائج تُقضى .
أُدرك فيها أن الأنفس التي سَعت لأهدافٍ عظيمة كان فيها العَطاءُ سِمةً أساسية أثمرت ومع مرور الأيام كبُرتِ الثِمارُ و أزدهرت حتى بلغت الأفاق ..
ومن أجمل الحكم للإمام الشافعي في ذلك قوله :
النَّاسُ بالنَّاس ِ ما دامَ الحياءُ بهم
والسعدُ لا شكَّ تاراتٌ وهبَّاتُ
وأفضَلُ الناس ما بين الوَرَى رَجُلٌ
تُقْضَى على كفهِ للنَّاس حَاجَات
لا تَمنعَنَّ يدَ المعروفِ عن أَحَد
ما دُمْتَ مُقْتَدِرًا فالسَّعْدُ تارات
واشْكُرْ فَضَائِلَ صُنعِ اللهِ إذْ جَعَلَتْ إليكَ لا لكَ
عِنْدَ النَّاسِ ِحاجَاتُ ، قد ماتَ قومٌ ومَا مَاتَتْ مكارِمُهم
وعَاشَ قومٌ وهُم فِي النَّاس ِأمْواتُ
أنفُسٌ لم تحتقر من المعروف شيئاً
أثرٌ أبى إلا أن يبقى وما يُبقيه إلا إخلاص كان يكسوه
ومحبةٌ من الله كان غاية ما يرجوه
ومقاصدُ سماويةٌ جُل ما يشدوه.
فالإتقان سِمةُ أهل القرآن
والإخلاص عُنوانٌ لأفضل كيان. والمؤمن كيسٌ فطن ..
فلنربط تَحرُكاتِنا برب السماء لنَجني ثِمار العَطاء .