الصحوة .. والتوعية الفكرية

فهد بن نومه

رئيس التحرير

جامعة القصيم من االجامعات التي يحسب لها خلال الفترة الماضية القصيرة التصدي لدعاة الفكر المتطرف حيث أنشأت وحدة للتوعية الفكرية منذ ما يقارب العامين، بناءً على توجيه من معالي مدير الجامعة، بهدف مواجهة الموجة الدعائية المتطرفة التي تستهدف الشباب السعودي من قبل جماعات العنف والإرهاب، بهدف تشجيع الحوار والتأكيد على قيم التسامح والاعتدال والوسطية والمحافظة على اللحمة الوطنية، لدى كافة أطياف المجتمع، إضافة إلى هدفها الأساس المتمثل في حماية الطلاب من أفكار الغلو والإرهاب، وسد الذرائع الموصلة لهذه السبيل ومساعدة الطلاب والطالبات وتوجيههم إلى الاتجاه الصحيح.

ومنذ ذلك التاريخ تسعى هذه الوحدة إلى تحقيق تطلعات القيادة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، في بناء مجتمع معتدل يكرس التسامح وينبذ العنف وينشر قيم الإسلام السمحة، وهذا ما أكدت عليه رؤية 2030، عندما نصت على أن منهج الوسطية والتسامح وقيم الإتقان والانضباط والعدالة والشفافيّة هي من  المرتكزات الأساسية لتحقيق التنمية في شتّى المجالات، وما ذكر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تصريح سابق لها :”  أن السعودية تعود إلى الإسلام المعتدل الوسطي المنفتح على العالم”

ومن هذا المنطلق نظمت الوحدة على مدار عامين العديد من الفعاليات والندوات وقدمت الخدمات التوعوية والتثقيفية واللقاءات الفكرية وقدمت الإرشادات اللازمة سواء كانت بصورة جمعية أو فردية لطلاب وطالبات الجامعة بصفة خاصة ولكافة أبناء المجتمع بصفة عامة. 

ونستعد هذا الأسبوع بالتعاون مع عدة جهات  لتنظيم مؤتمر “الصحوة: دراسات في المفهوم والإشكالات” بالمقر الرئيس للجامعة بالمليداء، بهدف توضيح وبيان مفهوم الصحوة وإطلاقه على المجتمع المسلم، وإبراز موقف الصحوة من قيام الدولة الوطنية والانتماء الوطني، بالإضافة إلى بيان أثر إقامة الخلافة الإسلامية على خطاب الصحوة وتداعياته، وكذلك إبراز أسباب ضعف منهج التوسط والاعتدال في فكر الصحوة، كما سيحاول المؤتمر الكشف عن الإشكالات الفكرية في خطاب الصحوة من خلال عدة محاور وموضوعات في حضور عدد كبير من رجال الدين والفكر وأساتذة الشريعة والعقيدة من عدة جامعات بالمملكة.

ونأمل أن يثمر المؤتمر عددا من التوصيات والنتائج الفكرية الموجهة لطلاب الجامعات بالمملكة تحميهم -بإذن الله- من الاستقطاب الفكري الذي تمارسه بعض الجماعات المنحرفة تجاه الشباب السعودي، وتساعدهم على رفع مستوى الوعي الفكري والشخصي، وتمنح الطالب القدرة على الفرز والتقييم للأفكار والاتجاهات وتنمية البعد الديني والوطني لديهم.