بين الطموح والكسل
يوسف الحميد
كلية الصيدلة
هل فكرت في لحظة ما، كيف سيكون شكل حياتك لو كنت تخليت عن الكسل في بعض اللحظات؟.. بالتأكيد يخطر ببالك الآن كل اللحظات والمواقف التي تخاذلت بها، ربما ستكون موجودا في مكان آخر غير الذي تقف به لولا ذلك الكسل، والذي هو العدو الأول لكل خطوة نجاح.
ولاشك أن لدى الكسول طموحاً قد يتجاوز ما يسعى إليه ذوو الهمم العالية, فالأماني والأحلام الكبيرة تمر ببال الجميع والقليل من يسعى لتحويلها إلى واقع ناجح والفرق بين الناجح والفاشل, أن الأول تخلّص من سمة الأخير، ولم يسمح للكسل أن يحول بينه وبين طموحه بعكس الآخر الذي اكتفى من أمنياته أن عاش النجاح في أحلام اليقظة فقط. وحين لا يتحقق ما يتمناه الكسول – لأنه أصلاً لم يسع لتحقيقه – يوهم نفسه بأن مرد عدم إقدامه عائد إلى القناعة التي يتحلى بها ليسامحها على الدعة والكسل والتأخر عن ركب الناجحين بعد اليأس من سعي النجاح إليه دون جهد يذكر
لذلك فإن القناعة بمعناها الصحيح لا تتعارض أبداً مع الطموح بمعناه الصحيح، بل إن القناعة هي صمام الأمان للطموح، وهي التي (تتوجِّه) بمعنى تلبسه التاج وتجعل صاحبه يسعد به ويحس بجمال إنجازه أو على الأقل يكون راضياً لا ساخطاً حين لا يتحقق ما أراد من طموح بعد أن بذل جهده، فالقناعة السليمة هي التي تكون بعد بذل الجهد كله وليست التي تكون بديلاً لبذل الجهد.