أعمدة

هنيئا لكم ولكن

د. فهد بن سليمان الأحمد

عميد عمادة القبول والتسجيل

عزيزي الخريج وعزيزتي الخريجة، المرحلة الجامعية مرحلة ذهبية في العمر حيث فتوة الزمالة، والثقة بالنفس، والحريّة في اتخاذ القرار، وموسم الزرع بالتحصيل واكتساب المهارات …فهي بحق ربيع العمر  وتاج المراحل …ولن تعرف عزيزي الطالب وعزيزتي الطالبة هذا الربيع وتتذوق حلاوته إلا حين تتجاوز المرحلة بسنين عددا  وتدخل في معترك المسؤولية والالتزامات المجتمعية والواجبات الأسرية . وهكذا هي طبيعة الحياة في تنوع المراحل العمرية واختلافها، وطبيعة النفس البشرية تفرح بنتاج حصادها وتعب كدها …وتسعد بروية مستقبلها. وبعد أيام قلائل بإذن الله سنعيش الفرحة بتخريج أكثر  من ثمانية آلاف طالب وطالبة من ثمان وثلاثين كلية يتوزعون على أكثر من سبعين تخصصا، فهنئيا لهم وهنيئا لهن وبإذن الله ينتظرهم مستقبل مشرق واسمح لي عزيزي الخريج وعزيزتي الخريجة أن أهدي إليكما بعض الإشارات التي أعتقد أنها تساعدكما في مرحلتكما القادمة .

الأولى: لا تنس أن تشكر الله على نعمة الحصول على الشهادة الجامعية، وتذكر أن هناك من زملاء مرحلتك مَن تعثر بسبب صوارف الحياة و ظروفها القاهرة التي لا طاقة له بها.

الثانية : لا تحسب أنك بهذه الوثيقة قد استكملت التحصيل وأحطت بجوانب تخصصك فما حصَّلته لا يعدو أن يكون إشارات في العلم الذي بدأت الدرس فيه وبقي عليك أن تستكمل وتتابع القراءة والاطلاع حتى تبقى موصولا بتخصصك  خصوصا بعد إخلاص وقتك للمارسة العملية .

الثالثة: لا تحصر مستقبلك في الحصول على الوظيفة فقط؛ لأن هذا قد لا تيسر لك وبالتالي تكون حبيس الانتظار والترقب والبحث فكلما فكرت أن تشق طريقك في فكرة أو مشروع حبسك أمل الوظيفة أو أعاقك أو أخرك .

الرابعة: لا شك أنك أمام تحد صعب ومنافسة شرسة وفرص قليلة …وهذا يحتم عليك ألا تستقل برأيك لأن آراء الآخرين ومشورتهم تساعدك على اتخاذ القرار السليم وبالتالي الاستمرارية وعدم المزاجية والتقلب بين المشاريع والفكر.

الخامسة : حاول أن توجد مشروعا صغيرا أنت وعدد من زملائك تتوزعون المهام والأوقات في المتابعة والتشغيل واصبروا ولا تستعجلوا النجاح فالبدايات صعبة لا تظهر نتائجها إلا بعد مدة.

السادسة : إذا لاح لك أفق الاستكمال في تخصصك والمواصلة فيه فإياك أن تفوت هذه الفرصة، فكلما ترقيت في تخصصك انفتحت لك المجالات وتنوعت لك الفرص.

السابعة : إياك أن تتنازل عن مبادئك التي تعلمتها عندما تخضع للتجربة والتحدي وكن واثقا من نفسك مصرا على تطبيق ما تعلمت .

الثامنة: فكر جديا في الاستقلال بنفسك واستغن عن الآخرين وواجه الصعوبات بتحد الواثق ولا تكن عالة على والديك فتثقل كاهلهما ماديا أو تتعبهما معنويا.

التاسعة: لا تنقطع عن زملاء المرحلة فهم من أفضل زمالات العمر حيث إن جوانب الشخصية لكل منكم تفتقت وأنتم في سن متقارب وبالتالي فالتوافق بينكم أكثر وبقاء الود واستمراره أدوم.

 العاشرة : أجزلوا الشكر لكل من قدم لكم معروفا من أساتذة ومربّين وردوا الجميل لجامعتكم بأن تعطوا عن أنفسكم صورة حسنة وجادة تعكس حق وواجب الوطن عليكم في رد الجميل .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى