أعمدة

الاختبارات مرة أخرى

نظراً لأهمية هذه الأيام كونها فترة خاصة بالاختبارات والاستعداد لها لذا وجدت من المناسب أن أعيد مضمون ما كتبته مع نهاية الفصل الدراسي الاول حول مفهوم الاختبارات التي نعيشها مع أبنائنا وبناتنا الطلبة لحظة بلحظة.

فيسعدني أن أدعوهم لإعادة النظر في اكتشاف مفهوم الاختبار، وإعادة التفكير في أهدافه وسبل الإعداد له، ليكون الاختبار مصدر أمل لا خوف أو قلق، ومصدر تحصيل مستمر لا مصدر تحصيل مؤقت، وهذا ما تحاول الجامعة أن تؤسسه في مناهج ومقررات الدراسة عبر طرق جودة واعتماد أكاديمي تم تعميمها على كليات وأقسام الجامعة.

ونحن دائماً في الجامعة ندعو أن تكون المعارف والمهارات في المقررات أو التخصص بالجامعة هي بناء معرفي مستمر للطالب يصبح جزءًا من منظومته المعرفية التي تكون شخصيته العامة أو شخصيته التخصصية بعد التخرج، لأن هدف الجامعة ليس إصدار شهادات تخرج بل بناء شخصية الطالب ليكون أداة فاعلة وبناءة في مجال تخصصه وفي المجتمع بشكل عام. وفترة الاختبارات كالمعتاد هي خاتمة كل فصل دراسي.

وخلال هذه الفترة تجند الجامعة كافة طاقاتها من أجل تهيئة بيئة مناسبة للطلاب والطالبات حتى يتمكنوا من أداء اختباراتهم براحة وطمأنينة، ومن المهم – وهذا ما نؤكده دائماً – أن التحصيل هو عملية متصلة من بداية الفصل الدراسي حتى موعد الاختبارات النهائية، فهو عملية تراكمية من المعارف والمهارات والعلوم التي يكتسبها الطالب والطالبة من خلال التفاعل المستمر مع المنهج والأستاذ والزملاء، فإذا كان هذا هو المسار، فالاختبارات لن تكون خوفاً أو رهبة بل متعة واشتياقا يتوق لها الطالب في إثبات حجم ما تعلمه وقيمة مضمون المعرفة التي اكتسبها.

وقد أكدنا دوما لأبنائنا الطلبة في جامعتنا الفتية أنهم هم محور العملية التعليمية ومصدر إنجازات الجامعة وهدف عملية التطوير، ومن هنا فإن التحصيل العلمي والبحثي الذي تقيسه الاختبارات هو نتائج نتطلع لها دائماً في العمليات التي تؤديها الجامعة، لنقيس من خلالها المعطيات التي وُفرت في فترة معينة لنعرف ويعرف طلبة الجامعة أين موقفهم من أدائهم طوال فترة تحصيلهم من خلال حضورهم لقاعات الدرس ومختبرات العلوم والمعارف.

ونحمد الله على ما تحقق خلال هذا الفصل من تحصيل علمي أو بحثي أو نشاط جامعي أو مجتمعي، فقد كان هذا الفصل حافلاً بالكثير من الأنشطة والبرامج على مستوى الكليات والجامعة والمجتمع، أدعو الله سبحانه وتعالى لأبنائي وبناتي بالتوفيق والتسديد، وأن يكونوا لبنة خير في تنمية وطنهم والرقي به لأعلى المراتب في شتى المجالات العلمية والعملية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى