أعمدة

الإساءات‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭

فهد‭ ‬بن‭ ‬نومه
رئيس‭ ‬التحرير ‬


شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أخدت‭ ‬حيزاً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬فقد‭ ‬باتت‭ ‬جزءاً‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬علاقاتنا‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬ما‭ ‬سهل‭ ‬لنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬صعبة‭ ‬وعسيرة،‭ ‬وصنع‭ ‬وسيلة‭ ‬اتصال‭ ‬سريعة‭ ‬ومفيدة‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم،‭ ‬فبها‭ ‬أصبح‭ ‬المستحيل‭ ‬ممكنا‭ ‬والبعيد‭ ‬قريباً‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬صعب‭ ‬المنال‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفوائد‭ ‬والمنافع‭ ‬الجمة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬وللأسف‭ ‬الشديد‭ ‬صارت‭ ‬أداة‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬الهدم‭ ‬لا‭ ‬البناء،‭ ‬فمن‭ ‬ضمن‭ ‬الأشياء‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬حملتها‭ ‬لنا‭ ‬أنها‭ ‬انتقلت‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬وسيلة‭ ‬للإساءة‭ ‬بطريقة‭ ‬مباشرة‭ ‬أ‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الهجوم‭ ‬الصريح،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬هنا‭ ‬رقيب‭ ‬مباشر‭ ‬سوى‭ ‬الاختفاء‭ ‬خلف‭ ‬أسماء‭ ‬وهمية‭ ‬تنشر‭ ‬تغريدات،‭ ‬وتوزع‭ ‬بيانات‭ ‬دون‭ ‬التحقق‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬صحيحة‭ ‬أو‭ ‬خاطئة‭ ‬مع‭ .‬قصد‭ ‬الإساءة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭. ‬
‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الإشكاليات‭ ‬اللامتناهية‭ ‬هناك‭ ‬إشكاليات‭ ‬كثيرة‭ ‬أخرى‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬متلقي‭ ‬الإساءة،‭ ‬ويترتب‭ ‬عليها‭ ‬أمور‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يدرك‭ ‬مصدرها‭ ‬إمكانية‭ ‬حدوثها،‭ ‬فربما‭ ‬مجرد‭ ‬كلمة‭ ‬يسيء‭ ‬بها‭ ‬شخص‭ ‬لآخر،‭ ‬تتسبب‭ ‬له‭ ‬بضرر‭ ‬نفسي‭ ‬وتلحق‭ ‬به‭ ‬آثارا‭ ‬سلبية‭ ‬كثيرة‭ ‬جدا‭. ‬
لذا‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتحرك‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬بالتوعية‭ ‬والتثقيف‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬استخدام‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وبدورنا‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الإعلام‭ ‬والاتصال‭ ‬سوف‭ ‬نتبنى‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬حملة‭ ‬توعوية‭ ‬تهدف‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتعاليم‭ ‬ديننا‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬الإساءة‭ ‬للأخرين،‭ ‬إضافة‭ ‬للتوعية‭ ‬القانونية‭ ‬بما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الإساءات‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يدرك‭ ‬خطورتها‭ ‬القانونية‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬وراءها‭. ‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى