“آبل” بين ترامب والصين
حسن أحمد العواجي
مساعد المشرف للشؤون الإدارية – إدارة الإعلام والاتصال
شركة “آبل” العالمية لصناعة الإلكترونيات، وجدت نفسها فجأة بين مطرقة دونالد ترامب وسندان الصين، فمنذ الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الحالي التي وعد خلالها بأن يُخضع شركة “آبل” لسياسة انعاش الاقتصاد المحلي، بإجبارها على تصنيع منتجاتها كاملة في الولايات المتحدة بدلاً من الصين وغيرها من دول شرق آسيا.
ويبدو أن ترامب مصمم على أن يسير قدماً في إخضاع الشركة، بفرض ضرائب ورسوم جمركية تصل إلى 25٪ على البضائع القادمة من الصين تحديداً، مما سيكبد الشركة خسائر كبيرة ويضعها أمام حلين أحلاهما مر:
الأول أن تلتزم بالضرائب مما يعني انخفاض نسبة الأرباح تلقائياً أو أن تؤمرك – إذا صح التعبير – جميع منتجاتها وتصنعها في الولايات المتحدة الأمريكية بأيدي عاملة محلية وتكلفة باهظة جداً نظرا لغلاء الأيدي العاملة الأمريكية مقارنة بنظيرتها في الصين.
وهذا التحول للإنتاج المحلي كما يريد ترامب سيرفع تكلفة جهاز الآيفون المقدرة حالياً بـ 160 دولار، لتصبح بين عشية وضحاها 600 دولار أي أن سعر بيع الجهاز سيرتفع لـ 2000 دولار.
ورغم الخطاب المرسل من الشركة لممثلية التجارة الأمريكية الذي أوضحت فيه الأولى تضررها البالغ من هذا القرار إذا دخل حيز التنفيذ، إلا أن الأمور حتى الآن لم تتغير، وكذلك موقف الرئيس ترامب الذي لم يفوت هذه الفرصة فغرد عبر حسابه الرسمي في “تويتر” قائلاً: إن أسعار منتجات آبل قد تزيد بسبب الضرائب المفروضة على الصين ولكن الحل سهل جداً ولن يكلف الشركة سوى صفر، وهو صناعة منتجات الشركة في الولايات المتحدة بدلاً من الصين لذلك على الشركة أن تبدأ البناء من الآن”.
فهل يفي ترامب بوعده ونرى منتجات آبل بأسعار باهظة؟، أم أن الأمر برمته مجرد مراوغة لزيادة المبيعات مع قرب الإعلان عن أجهزة جديدة ؟؟