التطوع أسلوب حياة
فارس الشبيلي
طالب كلية الهندسة بمحافظة عنيزة
نسمع باستمرار عن العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية, والأعمال التي تجتمع حول هدف واحد وهو خدمة الناس بمختلف شرائحهم وطبقاتهم.
لقد أوصانا المولى عز وجل في كتابه الكريم وصايا عظيمة، حيث قال تعالى: (ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم)، أي من فعل المستحبات من الطاعات متطوعاً بها مخلصا فإن الله شاكرٌ له يقبلها منه ويجازيه عليها.
فالتطوع للناس بتقديم الخدمة إليهم من المستحبات التي يجازى الإنسان عليها، فما أجمل أن نجعل القرآن دليلاً لنا في كل تفاصيل حياتنا.
إن التطوع في اللغة هو البذل والمنح دون مقابل بنفس طيبة ورحابة صدر، وهو السعي إلى بذل المجهود الفكري أو المالي أو العيني أو النفسي لفئة من الناس محتاجة للعون والمساعدة والخدمة.
وديننا الحنيف دين لا يقوم على الفردية أو الأنانية وإنما هو دين اجتماعي أفراده يشدون من أزر بعضهم البعض كالبنيان المرصوص، لذلك فقد حث ديننا الحنيف على العمل خارج نطاق المنفعة المادية ابتغاء لوجه الله تعالى.
عندما يقوم العمل التطوعي على أهدافه الصحيحة فإن النتائج سوف تكون مميزة، وإني أبدأ بنفسي إذ أوصيها وأوصي كل من يقرأ وخصوصا إخواني الطلاب والطالبات أن يستثمروا طاقاتهم وأوقاتهم في إنجاز عمل تطوعي يعود بالنفع على المجتمع، فالمجالات بحمد الله واسعة والفرص متنوعة والمجتمع ينتظر لذلك بل حتى الجهات الحكومية والأهلية تسعد بالتعاون فيما يحقق المصلحة المجتمعية.
وصور التطوع التي تعود بالنفع على فاعلها كثيرة، فعلى سبيل المثال الطلاب في الجامعات أو المدارس بإمكانهم مساعدة زملائهم الذين يواجهون مشاكل في دراستهم، كصعوبة الفهم في بعض المواد، فمن السنن الحسنة أن يبادر الطالب المتميز ويتطوع بالشرح لزملائه ويوضح لهم ما أشكل عليهم، أو مشاركتهم تلخيصه للمادة فإنه سيرى أثر ذلك في نفسه أولاً، وما أجمل أن يرى أثر دعوات زملائه تنهال عليه كالسيل توفيقاً وتسديدا.