دوران الأرض
د. عبدالله المسند
أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا
الأرض تدور حول نفسها من الغرب إلى الشرق مرة كل 24 ساعة، وسرعة الدوران على خط الاستواء 1667كم في الساعة وعند دائرة عرض 45 درجة السرعة 1179كم/سا، وعند دائرة عرض 60 درجة السرعة 833كم/سا، بينما فوق القطب مباشرة تكون السرعة صفر كم/سا، لذا سرعة دوران مكة أسرع من المدينة، والأخيرة أسرع من القدس وهكذا كلما اتجهنا شمالاً وحتى تدرك هذا تأمل الرشاش المحوري للري نرى البرج الأخير أسرع من البرج الأول الذي يلي المركز! على الرغم أن جميع الأبراج تكمل دورة كاملة في وقت واحد، ولكن في سرعات مختلفة! بسبب اختلاف المسافة المقطوعة.
جدلاً لو توقفت الأرض عن الدوران فجأة؟ فإن الغلاف الجوي سيستمر بالدوران بسرعة 1667كم/سا حول الأرض التي توقفت فجأة، وهذا سيجعل الغلاف الجوي يرفع كل ما على الأرض من إنسان وحيوان وأشجار ومباني وتربة وصخور وكل شيء غير ملتصق بالصخور الصلبة ويرفعها إلى السماء معلقة فيها، حتى يضعف دوران الغلاف تدريجياً ومن ثم يتوقف فتتساقط الأشياء مرة أخرى، هذا والله أعلم.
تأمل لو كان دوران الأرض حول نفسها يستغرق 365 يوماً كطول دورنها حول الشمس؛ لأصبح نصف كوكب الأرض نهاراً سرمدياً، إلى أن تقوم الساعة، والنصف الآخر ليلاً سرمدياً إلى أن تقوم الساعة، ولكن الحكيم الخبير جعل الدوران حول نفسها أسرع؛ ليتعاقب الليل والنهار خلال 24 ساعة، ولتقوم الحياة الإنسانية، والحيوانية، والنباتية فوق الأرض.
أيضاً لو بقيت الأرض تدور حول نفسها بسرعة دورانها حول الشمس؛ لثبت الظل ولم يتحرك قال تعالى: (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا، ثم جعلنا الشمس عليه دليلا)، ولولا الغلاف الجوي الأرضي لكان شروق الشمس علينا فجأة، فنتحول من ظلام دامس إلى نور ساطع بلمح البصر، كما يفعل المصباح إذا فتحته في غرفة مظلمة، ومثله عند الغروب نتحول من نور مشع إلى ظلام حالك فجأة، هنا سوف يكون الإنسان في ضنك وحرج شديدين فسبحان (الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى) .. ودوماً لأجل الوطن نلتقي، فنستقي، ثم نرتقي.