أعمدة

القنبلة الموقوتة

حسن أحمد العواجي
مساعد المشرف للشؤون الإدارية – إدارة الإعلام والاتصال


هي لعبة فيديو إلكترونية صدرت في ٢٧ يوليو ٢٠١٧م، وكان يُعتقد في بادئ الأمر بأنها موجهة للأطفال، وتعتمد بمفهومها العام على البقاء مهما كانت الظروف، فبعد أن يتعرض كوكب الأرض لعاصفة عالمية ينتج عنها اختفاء ٩٨٪ من سكان العالم، تنشط مخلوقات غريبة تهاجم البقية الأحياء، لتكون مهمة اللاعب هنا بناء فرق وتجهيزها بالسلاح والعتاد للقتال ضد هذه المخلوقات.
تأملت كثيراً عند كتابة هذه السطور كيف تم تصنيف هذه اللعبة للأطفال؟ وأين تكمن البراءة؟ ليتم توجيهها لطفل لا يملك من أمره سوى أن يسلم عقله وجسده لما سميت مجازاً “لعبة” وهي أبعد ما تكون عن ذلك، فقد اشتكى الكثير من الآباء مؤخراً من تصرفات عنف يقوم بها أبناؤهم تجاه الغير أو محاولات تنفيذ أوامر بالقتل أو الانتحار تلقوها عبر الشبكة العنكبوتية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الموضوع برمته يتعدى جهاز ألعاب وشاشة ويد تحكم تعتقد بأنك أنت من يقودها وفي الحقيقة هي من تقودك.
ولتعزيز فكرة القيادة يوهمك القائمون على اللعبة بتكوين جيش ودفع المال لتجهيزه، بشراء السلاح والعتاد عن طريق عملة خاصة من المؤكد بأنك ستضطر لشرائها بعملة حقيقية، فالهدف الأسمى هو الربحية فعائدات اللعبة عبر منصة iOS»» فقط بلغت ٣٠٠ مليون دولار، محتلة بذلك المركز الأول رغم عمرها القصير البالغ ٢٠٠ يوم منذ إطلاقها.
بعد كل هذا هل آن الأوان لأن نعي بأن »فورتنايت» وغيرها كثير هي قنابل موقوتة؟ وضعناها بأيدينا في غرف أطفالنا، معتقدين بأننا نهدي إليهم مساحة زمنية من الترفيه المباح، ونحن في الحقيقة نكتب فصلاً لنهاية حزينة بل مأساوية عنوانها.. »كان طفلاً وأصبح قاتلا».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى