أعمدة

العالم يحتفي بالمعلم

د. فهد بن سليمان الأحمد
عميد عمادة القبول والتسجيل


يحتفي العالم بالمعلم تقديرا لدوره الريادي في بناء عقول الأجيال، ولا ريب أنني وإياك عزيزي الطالب يعلق في ذاكرة كل منا معلمون أسهموا في صناعة شخصية كل منا ورسم مستقبله، فلهم علينا واجب الوفاء ورد الجميل ليس في يوم واحد فقط وإنما العمر كله.
ويخلِّد الحفاوة بالمعلم والتعليم صاحب اقرأ الأولى بقوله عليه الصلاة والسلام: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهَّل الله به طريقا إلى الجنة).
وحسبك أيها المعلم أن تكون مكملا لمسيرة الأنبياء وظيفتك النور يملأ الأفق، وصوتك يعانق كل مسمع فوق هام السحب، فمن منا لا يرى فضلا لك عليه؟ ومن منا لا يرى فيك ذكرى خالدة لا تزال طرية، وتوجيها ساميا لا يزال محفورا في ذاكرته.
إننا نستشعر أن أمة لا تحترم التعليم والمعلم تهين نفسها وتهون من شأنها..
أيها الطالب لا تحسب الأستاذ ملاكا لا يخطئ أو آلة لا يكلّ ولا يمل؛ بل هو بشرٌ يعتريه القصور والخطأ والملل، وحسبه أنه يتعامل مع عقول متغايرة وأمزجة متفاوتة.
إن موجة اجتاحت مواقع التواصل ووسائل الإعلام وجلسات الناس تتخذ من المعلم مادة للتندر أو التنقص أو النكتة لتوحي للعالم بأننا شعب ساخر لا يرى للجدِّ قاموسا في حياته ولا للعلم قدرا في تقدمه وبنائه !!
كيف ونحن نهدم أعمدته بأيدينا ونقوض بنيانه بإرادتنا؟ فحذار من هذا السلوك باستشعار واجبنا تجاه هؤلاء النخب، والمبادرة في تصحيح صورة المعلم والسعي في إيقاف هذه الموجة.
أيها المعلم عش حميدا وارفع رأسك، ولا تلتفت إلى من لا يرى لك قيمة.. وسلام عليك حين ولدت وحين تموت وحين تبعث حيّا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى