هدية خادم الحرمين الشريفين لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم.. «قطار الحرمين السريع» حلم طال انتظاره
”توكلنا على الله، ونسأل الله التوفيق، والحمد لله بلادنا في نمو وازدهار في كل المجالات، ونسأل الله عز وجل أن يرزقنا شكر نعمته.. وشكرا”، بهذه الكلمات الصادقة، دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمدينة جدة يوم الثلاثاء الماضي، مشروع قطار الحرمين السريع، والذي يعد أضخم مشروع نقل في الشرق الأوسط، حيث يمثل وسيلة تنقل سريعة وآمنة تضمن سلامة الركاب، معلنا بدء رحلات القطار .
ولدى وصوله – حفظه الله – إلى محطة ركاب قطار الحرمين، الذي استلهمت تصميمات محطاته من معالم مكة المكرمة والمدينة المنورة وطابعهما المعماري والإسلامي الفريد، كان في استقباله مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، الذي أطلع خادم الحرمين على أبرز ما تقدمه محطة قطار الحرمين السريع من خدمات للمسافرين، ثم شاهد والحضور فيلما وثائقيا عن مشروع قطار الحرمين السريع، وعقب ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية بهذه المناسبة تشرف بتقديمها معالي وزير النقل، ثم التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين ونخبة من مهندسي وموظفي المشروع.
بعد ذلك استقل الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – القطار متوجها إلى منطقة المدينة المنورة، ولدى وصوله إلى محطة قطار الحرمين السريع في المدينة المنورة، قادما من جدة، كان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان قد وصل إلى المدينة المنورة قبل ذلك قادما من جدة مستقلا أيضا قطار الحرمين السريع.
جاهزية الانطلاق
وعن جاهزية المشروع للانطلاق قال المهندس نبيل العامودي وزير النقل: “لقد وجه خادم الحرمين بتسخير الإمكانات كافة لخدمة ضيوف الرحمن، وفق الرؤية الوطنية الطموحة 2030، بما في ذلك الخدمات الأساسية للنقل عبر مشاريع كبرى يسرت سبل الراحة للحجاج والمعتمرين لتكون الرحلة بين مكة والمدينة أقرب وأيسر من أي وقت مضى، حيث إن تدشين هذا المشروع بالتزامن مع مناسبة اليوم الوطني الثامن والثمانين لتوحيد هذا الوطن العظيم، ما هو إلا تأكيد على التزام المملكة بخدمة الإسلام والمسلمين بفضل حرص القيادة وعنايتها ودعمها، الذي تجسد عبر عدد من المشاريع العملاقة في خدمة ضيوف الرحمن”.
وأضاف “العامودي” قائلاً: “أتشرف بإعلان جاهزية انطلاق وتشغيل قطار الحرمين السريع، حيث نفخر ونتشرف جميعا بنقل ضيوف الرحمن والمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطاهرة.
وقطار الحرمين يمثل الفكرة التي رعاها خادم الحرمين الشريفين وحرص على إنجازها وتذليل كل الصعوبات التي اعترضتها، حتى أصبحت الفكرة اليوم واقعا نعيشه لتكون داعما لتحقيق رؤية المملكة في استيعاب النمو المستمر في عدد قاصدي الحرمين الشريفين .
وكان لحرص ومتابعة خادم الحرمين الشريفين المستمرين لقطاع النقل دافعا للجميع لبذل قصارى جهودهم لتحقيق تطلعات القيادة، وترسيخ مكانة المملكة بتحويلها إلى مركز «لوجستي» عالمي يربط القارات الثلاث.
هدية العالم الإسلامي
ومن جانبه أكد رميح الرميح رئيس هيئة النقل العام أن تدشين القطار يعد يوما تاريخيا لمنظومة النقل في السعودية بتشريف من خادم الحرمين الشريفين، مشيراً إلى أن هذا المشروع سيغير من خارطة التنقل بين منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو بلا شك هدية خادم الحرمين الشريفين للعالم الإسلامي ولأكثر من 1.5 مليار مسلم في العالم.
وعبر “الرميح” عن حرص المسؤولين على توطين جميع المهن في المشروع الذي يعد مشروعا تشغيليا يبقى لعشرات السنوات، وعلى الرغم من وجود تحالف إسباني إلا أنه يتم توطين الوظائف، وتدريب وتوظيف وتطوير الشباب السعودي في سكك الحديد، مشيرًا إلى وجود معهد للتدريب كما يجري العمل حاليا على إنشاء معهد آخر في جدة، مع استهداف توطين كل الوظائف والمهن وليس البعض، بما فيها عمل المرأة في قيادة القطار في حال تلقي التدريب اللازم خاصة أنهن حاليا يعملن في عدد من المهن داخل المحطات.
كما أن مشاريع السكك الحديدية كالعمود الفقري الذي تتفرع لتخدم باقي الأجزاء، فهناك خطة ودراسة للتوسعة من قبل هيئة النقل العام ووزارة النقل والربط بين القطارات، وقطار الحرمين صمم على أن يرتبط بمحطات مترو مدن جدة ومكة والمدينة، وهي تسير في مراحل تنفيذها انعكاسا لما تقوم به الدولة من دعم كبير، في ظل التكاليف التشغيلية التي وصلت إلى 60 مليار ريال، منها 47 مليار ريال للإنشاء، و13 مليار ريال للتشغيل.