موسم الصفري والإنفلونزا
د. عبدالله المسند
أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا
موسم الصفري والحمى هي الفترة الانتقالية من فصل الصيف شديد الحرارة إلى فصل الخريف معتدل الأجواء، ويبدأ عادة قرب دخول فصل الخريف، وتعامد الشمس على خط الاستواء في 23 سبتمبر.
ولقد نهى الأوائل عن النوم تحت أديم السماء ليلاً في مثل هذه الأوقات!!
وفي الحقيقة لم أجد للنهي علة ولا سبباً علمياً منطقياً، عدا كون الوقت موسماً لنشاط فيروسات الإنفلونزا الموسمية في الأجواء، والتي تنتشر هذه الأيام ليس في السعودية فحسب، بل في معظم نصف الكرة الشمالي، وربما كان الأوائل يعتقدون أن سبب مرضهم واصفرار جلودهم وقت موسم الصفري بسبب النوم تحت أديم السماء، وهذا غير صحيح والله أعلم.
والواقع أن ليس للسماء ولا للنجوم أثر على الإنسان، والمسألة لا تعدو كونه وقتاً لنشاط فيروسات الإنفلونزا الموسمية، وعليه فالنوم هذه الأيام تحت النجوم غير ضار، والوقاية من فيروسات الإنفلونزا الموسمية يكون عبر اللقاح المتخصص المجاني والفعال.
علماً أن موسم الإنفلونزا ينتقل بالتبادل بين نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، وعليه يمكن توقع شدة الموسم من عدمه بمعرفة ما يجري في النصف الثاني والله أعلم.
وثبت علمياً أن هناك علاقة طردية عكسية بين مرض الإنفلونزا والرطوبة النسبية، فكلما نقصت نسبة الرطوبة زادت الإصابة بالإنفلونزا، وعليه (قد) يكون أعداد مرضى الحمى والإنفلونزا في موسم الصفري في الشرقية والغربية من السعودية أقل من الوسطى للعلة نفسها، وقيل أن استخدام مرطب للهواء في المنزل أو الأماكن المغلقة قد يقضي على 30% من الفيروسات.
أسرع وأنجع وسيلة لانتقال مرض الإنفلونزا لك هو مصافحتك للمريض فيده تعج بفيروسات الإنفلونزا تنتظر منك الملامسة فإن فعلت سارع بغسلها بالصابون، وتجنب النوم أو الجلوس في أماكن مغلقة مع مصاب في الإنفلونزا.
أخيراً أتساءل في إمكانية إصدار فتوى شرعية تسمح لمريض الإنفلونزا بالصلاة في البيت حتى لا ينقل الفيروس إلى بقية الجماعة، خاصة في حال السجود.
قديماً قيل أن حفار القبور كان يتدين ومن ثَم يسدد دينه في موسم الصفري!! قلت: “(وجنائز) قوم عند قوم فوائد”.