خواطر غير عابرة ٢
أ.د. فهد بن إبراهيم الضالع
الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية
مقاييس النجاح والإبداع المرتبطة بشخصك لن تستقيم لإسقاطها على شخصيات الآخرين فلكل نفس معارج في المواهب أودعها الله فيها.. فلا تعجز ولا تكل ولا تتحطم عن التنقيب في أعماق ذاتك ..فأنت مملوء بالكنوز المرتبطة بشخصيتك تحديدا..
” إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين “..القناعات المبكرة لابد لها من تبعات ثقيلة يعرفها ويتحملها ويبذل في سبيلها الموفقون.. فإذا دخل الناس في دين الله أفواجا.. عُرفت مزية الأوائل في دخول الإسلام.. وهكذا اختار سحرة فرعون حين امتازوا بالأولية.. طمعوا من الله تعالى بما تستحقه من أثقال التعب والتعذيب..
الجفاء والتجهم تشبه الجدب والقحط ..كما أن الابتسامة والصفاء والمعروف تشبه الخصب والخضرة والماء العذب ..ألم تر أن الله اختار لأصفيائه جنتين مدهامتين فيها أنهار من أصناف أربعة.. ولعل في هذا أن المعاني النفسية فيها تناسب مع المعاني الكونية المحسوسة.. وفي أنفسكم.. وفي السماء ..
ما نكتبه أشبه ما يكون متصلا بتصوراتنا وشخصياتنا وأرواحنا ..ولكل روح خاصية ونكهة. . ولكل تقديم توقيت وظروف.. ولهذا فقد نكتب أحيانا حروفا ربما نراها تتحرك لفرط ما فيها من صدق.. وقوة اتصال بالروح التي هي الحياة ..ومع ذلك لا يستطعمها أحد!
همسة :
نقب في أعماق روحك بقلمك ..ليفوح عبيرك..