عالم «واتس آب»
حسن أحمد العواجي
مساعد المشرف للشؤون الإدارية – إدارة الإعلام والاتصال
اجتمعوا ولم يجتمعوا.. تحدثوا.. تناقشوا.. كلٌ أدلى بدلوه.. فمنهم المؤيد.. ومنهم المعارض.. ومنهم من هو على حياد.. هم في مكان واحد ولو افتراضياً.. فهنا الخيال يطغى على الواقع.. وبعض الكلام يؤول إلى غير موضعه.. يسود عند بعضهم.. مبدأ (خالف تعرف).. ومع (الخيل يا شقرا).. عند البعض الآخر.. تجدهم رياضيون أحياناً.. متدينون أحياناً.. مهتمون بالسياسة أحياناً أخرى.. وهم في حقيقة الأمر مجموعة من الإخوة أو الأقارب أو الأصدقاء يتبادلون أطراف الحديث في مجموعة عبر تطبيق التراسل الأشهر «واتس آب».
في عالم «واتس آب».. نلبس ثياباً غير ثيابنا.. ونرتدي أقنعة.. تخفي وجوهنا الحقيقية.. فنحن هنا.. متعاطفون وقاسون.. منفتحون ومتشددون.. متعلمون وأميّون.. نتعصب لفريق كرة قدم على آخر.. ونعاند بعضنا وإن وصل الأمر للقطيعة.. نضرب بالقيم والمبادئ عرض الحائط.. لتعلو أصواتنا وإن كنا على باطل.. فإلى أين يسير بنا «واتس آب».
لو افترضنا مجازاً بأن «واتس آب» تعطل لعام كامل، فما الذي سيتغير في حياتنا؟ هل سنشارك غيرنا أفراحهم وأحزانهم بالحضور بدلاً من إرسال رسالة تهنئة أو مواساة؟ هل سنجتمع مع أقاربنا وأصدقائنا وجها لوجه بدلاً من الاجتماع في القروب؟ هل سنستيقظ كل صباح لنطمئن على من يعيشون معنا بدلاً من النظر لعدد ما فاتنا من محادثات؟!!
كيف استطاع «واتس آب» تغيير سلوكيات حياتنا اليومية؟ .. ولماذا سلمنا له طائعين.. من منا يدير الآخر.. وإلى متى؟ أما آن الأوان لأن يكون «واتس آب» هذا جزءًا صغيراً لا يذكر من حياتنا.. نأخذ منه أكثر مما نعطيه من وقت وجهد.. نترك الغث والسمين وننتقي المفيد.. ليت المشكلة تنتهي هنا.. فلواتس آب إخوة وأبناء عمومة كـ «سناب شات وانستقرام» والقائمة تطول..