أعمدة

بوبجي PUBG

حسن أحمد العواجي
مساعد المشرف للشؤون الإدارية – إدارة الإعلام والاتصال

«مائة شخص في طائرة تحلق فوق جزيرة كبيرة.. كل شخص بإمكانه اختيار مكان للقفز على هذه الجزيرة.. ولكن بمجرد نزولك على أرض الجزيرة عليك جمع الأسلحة والتخفي، فأنت هنا معرض للقتل في أي لحظة.. لا صديق ولا معاون ولن تنجح في البقاء إلا بقتل كل ما تراه عيناك، فالكل على هذه الجزيرة أعداء والمنتصر سيبقى عليها وحيداً».
هذه تعليمات وقواعد خاصة بلعبة إلكترونية جديدة تحولت إلى هوس بين الشباب هذه الأيام، فأصبح الكل الآن يعرف «بوبجي» التي تنمو أسهمها وتزداد بشكل لا مثيل له، حتى بلغ عدد مرات تحميل اللعبة من متجر الأندرويد فقط أكثر من 32 مليون مرة، كما تم بيع أكثر من 15 مليون نسخة، ليبلغ عدد الذين انضموا للعبة حتى الآن أكثر من مليوني لاعب حالياً في أكثر من 100 دولة حول العالم.
هذا الاهتمام المتزايد بلعبة “القتل” هذه يثير قلق علماء النفس، فهل حقاً نحن متعطشون للدماء؟ أم أن رغبة البقاء والتشبث بالحياة رغم كل ما تحويه من متناقضات هي التي تدفع اللاعب للخلط ما بين الحقيقة والخيال.
فاللعبة تحث لاعبيها على الغدر والقتل والخيانة في سبيل النجاة، فالغاية فيها تبرر الوسيلة كما يقول “ميكافيللي”، وحينما يعتاد اللاعب على ضرورة استخدام كل هذه السلوكيات الخاطئة في الواقع الافتراضي سيعتاد أيضا على استخدامها حتى في حياته العادية، بمعنى آخر هي حرب افتراضية الآن يجد اللاعب فيها متعة ورغبة في البقاء، ولكن سرعان ما ستتحول لحقيقة في حياته اليومية من خلال تعامله مع أفراد المجتمع.
ولهذا فإنه قد يكون من الصعب على من اعتاد القتل للاختلاف ولو في لعبة، أن يتقبل آراء الآخر أو الدخول في نقاش حضاري لطرح وجهة نظر معينة.. فإلى أين تقودنا «بوبجي»؟!
لو كانت «بوبجي» حقيقة فكم «بوبجي» ستواجه في بيتك أو في حيك أو مدينتك؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى