إفاقة
د. فهد بن سليمان الأحمد
عميد عمادة القبول والتسجيل
لم يكن يتوقع أن الحياة يمكن أن تكون بهذه القسوة.. تعامل الناس.. الأصدقاء.. الأقارب.. هل هو وحده مَن فَقَد نور الحياة.. ؟ هل سيظل يعيش فراغا عاطفيا إلى الأبد.. ؟
الحقيقة بالنسبة له ليست غامضة.. وإنما الغموض في محاولة التكيف معها.. تتكرر أمامه كل يوم.. مقتنع بها
تخرج من المرحلة الثانوية والتحق بالجامعة …
انتقلت معه المعاناة بثوب آخر؟ لماذا لم ينسجم ؟ بدأت الترددات والتخيلات.. هل أنا أرتاح لهذا التخصص؟ هل حقا أستطيع أن أواصل فيه؟ هل يمكنني أن أحصل على معدل جيد؟ ما الذي جعلني لا أفكر في المستقبل جيدا..؟
بدا له أنه يعيش لحظات حاسمة.. وأن مستقبله بات غامضا.. وأن جميع الطرق صارت بالنسبة له مستحيلة وتولد لديه اليأس.
عذرا … الأم نور الحياة ودليل الهدى .. هي الحنان الذي لا ينتهي.. والقلب الذي لا يتبدل.. هي المعجزة الإلهية بتحملها وقدراتها.. لكن للحياة سنن لا تتغير ولا تتبدل، فَلَو كانت الحياة لا تستقيم إلا بوجودها لما فقد النبي -صلى الله عليه وسلم- أمه في عمر السادسة هو قدوتنا ودليلنا في الحياة.
ولكن .. الحياة باقية .. والتميز يولد من حنايا الأحزان .. والصبر من الله وحده.. فقط ..
كن دائماً في طريقه ولا تحيد.