الطالب هو الأساس
فهد بن نومه
رئيس التحرير
الطلاب والطالبات هم أساس العملية التعليمية وجوهرها، فهم الثمرة التي تقدمها الجامعات لخدمة الدين والوطن في ميادين وأسواق العمل، متسلحين بالعلم والمعرفة، ومزودين بالمهارات العملية والتدريبية اللازمة، والتي تمكنهم من القيام بأعمالهم على الوجه الأكمل، وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في استكمال بناء الوطن ونهضته، وتحقيق ما تطمح له قيادة المملكة من رؤية مستقبلية أكثر تقدما وازدهارا.
ولهذا على المؤسسات التعليمية وخاصة الجامعات أن تضع في أولوياتها قيام الطلاب بدور أكبر على مستوى صناعة القرار والمشاركة في المسؤولية، حيث يتم التعامل مع الطلاب والطالبات باعتبارهم شركاء فعليين في تحقيق أهداف الجامعات ورسالتها العلمية والمجتمعية والتنموية، ففي كل يوم يثبت الطلاب أن لديهم القدرة والكفاءة على إنجاز كافة المهام التي توكل إليهم، وتحقيق نجاحات كبيرة عند بمشاركتهم في الأنشطة والفعاليات الموجهة لخدمة المجتمع كالحملات الصحية والتوعوية والتثقيفية التي يتم تنفيذها والإشراف عليها من قبلهم.
الثروة البشرية المتمثلة في الشعب السعودي هي أهم ما يملكه وطننا المعطاء، فالشباب هم القلب النابض لهذا الشعب، وهم أمله في صنع مستقبل أكثر ازدهارا ورخاءً، وهم القاطرة التي ستقود البلاد الى المستقبل، ولهذا فإن توجه الحالي نحو منح دور أكبر للشباب في المشاركة في خطط التنمية والتطوير، لابد وأن تتواكب معه إعطاء الفرصة لهم للقيام بدور أكبر داخل المؤسسات التعليمية.
إن الاستماع إلى اقتراحات وطموحات وتطلعات الطلاب والطالبات، وكذلك شكواهم والإجابة على استفساراتهم وملاحظاتهم، هي من الأشياء التي تساهم بشكل كبير في بناء الثقة بينهم وبين المسؤول، فحينها يدرك الطلاب أن لهم صوتا مسموعا، وأنهم قادرون على تحسين وتطوير البيئة التعليمية، ويعزز روح الإيجابية لديهم، كما يعزز حرصهم على الالتقاء بالمسؤولين إذا لمسوا نتائج إيجابية لمثل هذه اللقاءات.
والطلاب بدورهم مطالبون بالتحلي بروح الإيجابية والصبر والمثابرة، والهمة والتحدي لإثبات جدارتهم بقدر أكبر من المشاركة في صنع مستقبلهم وتحديد ملامحه، وعليهم أن يستثمروا الفرص التي تتاح لهم ويتمسكوا بها لتحقيق أعلى معدلات النجاح، وأن يستغلوا المنابر المتاحة لهم كالأندية الطلابية بالكليات في تعزيز مشاركاتهم بالأنشطة المختلفة وتنمية مواهبهم وإبداعاتهم، وزيادة التفاعل بين مجتمع الجامعة والبيئة المحيطة.
إن تضافر الجهود والتكامل بين كافة مكونات العملية التعليمية والمتمثلة في الإدارات وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلبة، هو السبيل الوحيد للارتقاء بالمؤسسات التعليمية وتعزيز مكانتها على المستويين المحلي والدولي، والارتقاء بمستوى خريجيها في كافة المجالات.