أعمدة

سناب.. وطبق (٢-٢)

حسن أحمد العواجي
مساعد المشرف للشؤون الإدارية – إدارة الإعلام والاتصال


تحدثنا الأسبوع الماضي عن الشخص الذي افتعل قصة لطبقِ عامل في مطعم.. فانتهى المطاف بالطبق شبه ممتلئ.. بين يدي رفقة كانوا يتغزلون فيه ويتمنون تذوق لقمة منه، في مشهد فيه انتهاك واضح لخصوصية عامل مسكين بغير وجه حق..
فلو افترضنا مجازاً بان العامل أو كفيله يعي ويعلم تمام العلم بأن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية.. ينص في مادته الثالثة على أنه يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن سنة وبغرامة لا تزيد عن خمسمائة ألف ريال أو بإحداهما كل من يسئ استخدام الهاتف النقال المزود بكاميرا والمساس بالحياة الخاصة للأشخاص أو التشهير وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنيات المعلومات.. فهل سيتحول هذا الطبق بريالين لطبق بنصف مليون ريال؟! لما لا.. فمادة النظام واضحة.. والقانون فوق الجميع ولنا في ذلك عبر.. ولكن هي أخلاق المسلم الذي آثر الانصراف تاركاً لهم الجمل بما حمل مطبقاً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
فكم من شخص اليوم لم يُسلم من لسانه ويده.. يصور كل ما التقطه هاتفه النقال.. ينتقد ويحكم ويعاقب ويستهزئ.. معتقداً أنه المسؤول صاحب القيم والمبادئ.. وأحيانا أخرى بالظريف خفيف الظل.
هل تمت الاستفادة من سناب شات كتطبيق للتواصل، أم للتفاصل إذا صح التعبير؟.. فكم من مقطع سناب كان سبباً في خلاف بين شخصين.. صديقين.. أو حتى زوجين.. وربما أكثر من شخص.. لابد أن نعي بأن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية وجد لردع المتطفلين ممن اعتقدوا بأنهم بمنأى عن القانون فاقتحام خصوصية الآخرين والتطفل وحتى التنمر في ازدياد ولن يردعها تشر الوعي في المجتمع فقط بل تطبيق الأنظمة والقوانين..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى