الإدارة هل هي للمواقف أم للأفراد؟!
د. فاطمة الرشيدي
عضو هيئة تدريس كلية التربية
لعلي أوضح بداية حديثي هذا أن الإدارة هنا تعني القيادي وكيفية التعامل مع حل الأزمات وتسيير عجلة العمل بالاتجاه الصحيح.
ليس ثمة اختلاف أن للقيادي الناجح سمات كثيرة من أهمها الديموقراطية في طرح المشكلة والنقاش حولها، وطرح الحلول المقترحة لها وفق المعطيات الممكنة والممكن ترويضها.
والعمل الناجح تكاملي بلا شك، الأمر الذي يتطلب مع الذكاء الإداري ذكاءً اجتماعيا في إدارة الأفراد والعقول والقلوب، مما يجعل إدارة الأزمات والمواقف أمراً هيناً، بل سيتعدى الأمر إلى تجاوز دائرة الإنجاز إلى فضاء الإبداع.
لذلك فهناك قائد ( الرجل الثاني) وقائد ( الموقف )، وهؤلاء من يصنعها القائد الرئيس للعمل وفريقه.
بهؤلاء ينجح العمل وتنهض المنظمات والأمم والأوطان.
إذا نجحنا في ضخ دم المسؤولية والانتماء في شريان كل عضو في الفريق، ولعل من المعين على ذلك وضع الرجل المناسب في المكان المناسب (خاصة المتميز منهم ومنحه الامتيازات التي تجعله يشعر بتقدير جهده)، أما من كان خلاف ذلك فأعتقد أن تترك الكرة في ملعبه ليختار العمل الذي يعد بنجاحه فيه كفرصة أولى، ثم تكليفه بعمل يكون كفيلا بصنع شخصيته ( تكليفا) في حال فشل.
ولعل خلاصة الحديث هو أن صناعة القادة أمر مهم جدا، والأهم صناعة الصف الثاني وبث هذه الفلسفة من خلال النجاح في إدارة الأفراد قبل المواقف.