الادخار بذكاء
عبدالعزيز بن محمد الفوزان
خريج إدارة أعمال
زاد الاهتمام في الآونة الأخيرة بإدارة الميزانية الشخصية، ولعل الادخار من أهم الأمور التي يجب العمل بها؛ وذلك لما له من فوائد عديدة أهمها: المساعدة في تحقيق التوازن في الميزانية الشخصية، والمساهمة في الطريق إلى الاستقلال المالي الشخصي.
ولإدارة الادخار بذكاء ولضمان نجاحه يُقترح تقسيم المحفظة الادخارية الشخصية إلى نوعين هما: ادخار إجباري، وادخار اختباري.
النوع الأول: الادخار الإجباري وهو نسبة ثابتة من الدخل الشهري، ويستحسن ألا تتجاوز هذه النسبة عشرين بالمئة كحد أقصى وتكون لهدف محدد على المدى البعيد، وغالبًا ما يكون ادخارًا بهدف الاستثمار، ويجب أن يكون في حساب خاص مستقل ولا يتم صرفه إلا للغرض الذي وضع من أجله، وتقوم كبرى الشركات وبعض الحكومات بعمل ذلك نيابة عن منسوبيها مع إضافة بعض الحوافز التشجيعية.
أما النوع الآخر: فهو الادخار الاختياري وهو نسبة غير ثابتة من الدخل الشهري يحددها المُدخر حسب وضعه المالي، وتكون بحساب آخر مستقل، ويكون هذا النوع من الادخار لعدة أهداف على المدى القصير قد تكون استثمارية مساندة لاستثمارات الادخار الإجباري، وقد تكون لهدف الاستهلاك كشراء المنتجات بدلاً من الحصول علیها بواسطة الالتزامات المالیة من قروض أو أقساط وغیرها.
ویعود سبب تقسیمنا للمدخرات إلى إجبارية واختبارية للمحافظة على المبلغ المدخر إجباريا حتى لا يُصرف في غیر ما وضع له، ویستطیع الفرد في حالة حاجته للمال أن یستفید من المدخرات الاختيارية دون المساس بالمدخرات الإجبارية. لأن الادخار الاختياري یتمیز بالمرونة ويساعد على تفادي أضرار المبالغة في نسبة المدخرات بشكل مؤثر على الميزانية الشخصية، والتي قد تحدث بعد الاندفاع والحماس الزائد بأهمية الادخار.