“الإعلام”.. كسلاح
عبدالرحمن الشنقيطي
طالب في كلية الاقتصاد والإدارة
أدرك البشر أن الحروب بمفهومها التقليدي باهظة الثمن، فابتكروا وسيلة جديدة يتقاتلون بها لا تقل خطورة عن السلاح العسكري.. وهي الإعلام.. فالحملات المسعورة ضد وطننا الغالي مؤخراً برهان قائم على صحة ما أقول، فلم يعد من اللازم أن تغزو بلدا حتى تفرض عليه ثقافتك أو لتغير شيئا ما في تركيبته، لقد بات الإعلام وسيلة مثلى لتحقيق هذه الغاية، خصوصا أن تكلفته بسيطة، فبالتحريض المستمر والأكاذيب المركبة والمكررة والدعاية الأحادية (البروباغندا) سقطت دول، وقُتل حكّام، واضمحلّت ثقافات كانت في نظر أتباعها عقيدة مقدسة.
ويستخدم الإعلاميون عدة أساليب لتحقيق هذه الأهداف تبدأ بالارتزاق، وهو تجنيد كفاءات إعلامية عالية المستوى وخبراء متخصصين في علم النفس وغسيل الأدمغة، لتمرير أجندة معينة غالباً ما تكون مشبوهة مقابل امتيازات مادية، المشكلة أن المتلقي تنطلي عليه خدع هذا النوع من الإعلام، بسبب سطوة الأفكار المسبقة وغياب التفكير النقدي، والاكتفاء بوسيلة إعلامية واحدة كمصدر وحيد للحقيقة، ويتم تجنيد المرتزقة وحشدهم في وسائل إعلامية، ثم يبدأ هؤلاء باستقطاب كل ما يمكنّهم من تحقيق الهدف، وبعد تجميع المعلومات والأخبار يتم استبعاد الحقائق التي تخالف الأجندة المعمول بها واعتماد تلك التي توافقها.
وإذا كانت الحقائق غير المرغوبة واضحة للجمهور ولا يمكن تلافيها فإنه تتم إعادة تفسيرها بشكل مشوّه، وبعد تشكيل هذه المعلومات المضلّلة يتم توجيهها ضد الهدف، سواء كان دولة أو مجتمعا أو شخصية مرموقة، فلا توجد وسيلة لمقاومة هذا النوع من الإعلام إلا بالوعي وتقوية الجبهة الداخلية، وخلق إعلام مضاد ذي كفاءة عالية، حفظ الله الوطن.