مؤتمر صحوة.. الأمير والمعالي ورؤية 2030

د. عادل بن محمد العُمري
أستاذ الدراسات القرآنية المساعد بجامعة القصيم

خلال الأيام القليلة الماضية استقبل سمو أمير منطقة القصيم -يحفظه الله- معالي مدير جامعتنا الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الداود ومعه أعضاء اللجنة العلمية لمؤتمر “صحوة” النوعي، والذي أُقيم قبل عدة أشهر في الجامعة، وقد اطَّلع سمو الأمير على نتائج المؤتمر العلمية والفكرية، مشيراً ومشيداً بالجهود التي تقوم بها الجامعة في ترسيخ مفاهيم الاعتدال والوسطية في المجتمع السعودي.
وبما أني أحد المشاركين في أعمال مؤتمر صحوة بورقة بحثية مطوَّلة أحببتُ أن أُعبرَ عن فخري واعتزازي بهذا المؤتمر المواكب لرؤية 2030، فقد جاء هذا المؤتمر مختلفاً في كل شيء؛ إذ إنه المؤتمر الأول على مستوى الجامعات السعودية فلم يُسبق بمؤتمر مماثل، بل أعتقد أنه المؤتمر الأول رسمياً على مستوى الجامعات العربية، ناهيك عن تقاربه الزمني مع مقولة سمو ولي العهد -وهو المهندس الفعلي لرؤية 2030- حينما تحدَّث عن التطرف الفكري الذي تكوَّن في وقت ما يسمى بالصحوة، والذي قال عنه: “مشروع الصحوة انتشر في السعودية بعد عام 1979م لأسباب كثيرة، وسنعود للإسلام الوسطي المنفتح على جميع الأديان، ولن تضيع أوقاتنا مع أفكار متطرفة.. سندمر التطرف وفورا”.
وللتذكير ببعض ما جاء في ندوات أعمال مؤتمر صحوة فقد تم العناية بكشف المستنقع الذي تنهل منه جماعات التكفير كداعش والقاعدة والنصرة، وهو مستنقع جماعة الإخوان الإرهابية القائم على تكفير الدول والمجتمعات، ناهيك عن كشف المؤتمر للكثير من جذور التكفير والتطرف التي انتشرت في حقبة ما يسمى بالصحوة من مثل فكرة الحاكمية السياسية والجاهلية والخلافة، والتي تم بسببها استباحة الدماء المعصومة مع تشويه متعمّد وغير متعمد لسماحة الدين الحنيف ومقاصده.