جامعة القصيم والأمن السيبراني
عبدالرحمن بن محمد الـمهوس
إدارة العقود والمشتريات
تنمو المنظومة المعلوماتيَّة بشكل متزايد ووفقاً لثورة رقميَّة متسارعة في العالم، حيث تُسجِّل منافذ البيع كل دقيقة أمر شراء لجهاز جديد وذلك في إشارة إيجابيَّة إلى تعلق الجميع بالأجهزة الرقمية، ولاريب أنْ تستحوذ هذه الأجهزة على الاهتمام الكبير من الصغار قبل الكبار، وتجدر الإشارة هُنا إلى الـ(200) مليون جهاز في المملكة العربية السعودية مرتبط بالإنترنت بحاجة ماسـة جداً إلى الأمن السيبراني فإنك تفخر وحُقَّ لك الفخر والاعتزاز، وتتنفَّس ثقة بأنَّ حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيَّده الله- وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليَّ العهد لم تتوان عن الاهتمام بهذا الجانب الحيوي والمتعلق بأمن الدولة واهتمامها بالفرد أساس المجتمع من حيث التوعية الموجهة والرقابة الذاتيَّة، مما يُعزِّز الشعور الإيجابي والمسؤولية المشتركة للحماية المتكاملة.
وبعد مرور عام على لقاء معالي مدير جامعة القصيم الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود مع فريق العمل بعمادة تقنية المعلومات وفيه تركَّز الحديث على أساسيات وجزئيات الأمن المعلوماتي والمرتبط بأمن الحاسوب وحفظ المعلومات مع التحول الوطني 2020 ورؤية السعودية 2030، يتبادر للذهن ما يُعرف اليوم بـ(الأمن السيبرانيCyber Security) ويدعمه صدور الأمر الملكي قبل سنة واحدة والقاضي بإنشاء “الهيئة الوطنية للأمن السيبراني”، وأنَّ الأمن السيبراني أضحى ضرورة حتمية لحفظ البنية الأساسية والبيئة المعلوماتية الواسعة وجعلها الجهة المختصة في المملكة بالأمن السيبراني والمرجع الوطني في شؤونه بهدف تعزيز الأمن السيبراني للدولة حماية لمصالحها الحيوية وأمنها الوطني من أي محاولات عابثة من كائنٍ مَنْ كان، ولا يزال مبدأ الحماية المعلوماتية متصدراً للمشهد بالاستفادة من كل المقومات والأجهزة المؤثرة في حفظ المعلومات، وأمنها وأمانها قائمٌ على قدمٍ وسـاق على مدار الثانية وأجزائها، لأنَّ المسؤولية قائمة ولا تنتهي في سباقٍ طويل و نَفسٍ عميق.
وأنَّ الأمن السيبراني بات ضرورة مُلحة في قطاعات الدولة المدنية والأمنية، وهو ما يضمن -بإذن الله تعالى- توافر واستمرارية عمل نظم المعلومات، وتعزيز حماية وسرية وخصوصية البيانات الشخصية مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المواطنين والمستهلكين على حدٍ سواء من المخاطر المحتملة في مجالات استخدام الإنترنت المختلفة، وهو ما تفاعلت معه عمادة تقنية المعلومات بفريق العمل الذي أبدع في أداء العمل وفقاً لأعلى مواصفات ومعدّلات الأمان العالميَّة في المبادرة بتأمين المنظومة الرقمية والبيئة الآمنة في شبكة جامعة القصيم وذلك للتَّصدي للهجمات الإلكترونية والحروب الرقمية بمنع أي تجاوزات محتملة، تمَّ رصد محاولات متعددة من عدَّة مصادر خارجيَّة تمَّ إبطالها بفضل الله ثًمَّ يقظة الجنود العاملين في عمادة تقنية المعلومات، وبالتَّالي لم تتمكَّن أيٌّ منها من الاختراقات واستمرت الحماية الفعَّالة في جامعة القصيم بقيادة مهندسين سعوديين على كفاءة عالية ودورهم مشهود بتطبيق الأمن السيبراني، والمتمثل في (تعزيز حماية الشبكات وتعزيز حماية أنظمة تقنية المعلومات وتعزيز حماية أنظمة التقنيات التشغيلية ومكوناتها من أجهزة وبرمجيات، وما تقدمه من خدمات، وما تحويه من بيانات ومراعاة الأهميَّة الحيويَّة المتزايدة، وكذلك الصناعة الوطنية في مجال الأمن السيبراني والمرجع الوطني المعلوماتي وحماية مصالح السعوديَّة الحيوية وأمنها الوطني والبنى التحتية الحسَّاسة فيها).
وختاماً لاكتمال النجاح في بيئة معلوماتيَّة آمنة للفرد أساس المجتمع ينبغي أنَّ يقوم كل فرد مهما كان موقعه أو طبيعة عمله حتى وإن كان مُطَّلعاً فقط فكيف بكل مواطن ومواطنة وحتى مُقيم على أرض الوطن بأهميَّة التَّفاعل وحماية الوطن، والحذر مَنْ أنْ يكون جهازه الإلكتروني منفذاً خطيراً على الأمن السيبراني بالتَّوعية الإيجابية، وفهم ما هو مطلوب من الجميع بتنفيذ التعليمات المنظمة للحماية، واكتمالاً للعملية الأمنية المعلوماتيَّة بالثَّقافة المعلوماتية والاطلاع عن كل ما هو متجدد وجديد في هذا الاتجاه، وتعزيز دور الرقابة الذاتيَّة والحذر كُلّ الحذر من كل تحرك مُريب فأمن الوطن مسؤولية الجميع.