أعمدة

ليتني كاشت

د. فهد بن سليمان الأحمد
عميد عمادة القبول والتسجيل

الأمطار ما زالت متوقعة على منطقة القصيم والغيوم تتعانق مصافحة جمال الأرض التي بدا عليها الاخضرار …
الكل سعيد بالإجازة بين الفصلين يتهيأ لنزهة برية حيث بحار المياه المجتمعة بين (الطعوس ) وشلالات المياه المتدفقة في (الشعبان) وبين الصخور … والأرض تكتسي بالخضرة ….
اتصل به رفاقه (ليكشت) معهم ..اعتذر بأن لديه محاضرة من نوع مختلف تحتاج إلى إعداد جيد … خصوصا أنه في بداية الفصل (والعود على أول ركزه).
استعد لمحاضرته جيدا .. بدأ القراءة بجدية وحماس …بات جليسا للمراجع العلمية في مكتبته الخاصة … متنقلا بين ثنايا (قوقل) والمكتبات الرقمية بحثا عن الجديد توقعا لأي سؤال من طلبته.
بات مطمئنا عن نفسه وراضيا عن استعداده وتفهمه لجميع عناصر المقرر وأساسياته… كوَّن قاعدة علمية متينة لمحاضرته… بات بشوق إلى طلابه …حيث إن هذه المحاضرة أول محاضرة في الفصل وستعطي مؤشرا عاما لمستوى الطلاب في جزأي المقرر النظري والعملي…
بكل حماس أنجز محاضرته تفاعلا وثقة وتدريبا… متنقلا بين أسلوب المحاورة والإلقاء… يقف عند كل شريحة ويناقشها.
رفع أحد الطلاب يده سائلا هل هذه المحاضرة داخلة معنا في الامتحان؟!
طالب آخر …المنهج طويل يا أستاذ
ثالث… هل سيكون لدينا مذكرة مختصرة؟…
توالت المطالبات والأستاذ غارق في صمته.
أطرق الأستاذ رأسه …ضرب كفا بكف دخل في حيرة.. بدت عليه علامات الإحباط…!!!
وقف أحد الطلاب المتميزين واستأذن بأدب…حاول الاعتذار عن زملائه بأن مقصدهم المحافظة على معدلاتهم وليس الغضَّ من المادة والتخصص أو التهوين من شأن المقرر…
الأستاذ بدت عليه ملامح اليأس والحيرة وظل واقفا يحدث نفسه، وكأنه يقول ليته لم يعتذر….و(ليتني كاشت)!؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى