إعلام

المهرجان يطرق أبواب العالمية بتقنيات جديدة وأساليب إبداعية مبتكرة.. «شتاء طنطورة» يلفت أنظار العالم إلى تراث محافظة العلا وتاريخها القديم

نجح مهرجان «شتاء طنطورة» حتى هذه اللحظة في تقديم الوجه الحضاري والثقافي لمدينة العلا أمام الزوار من جميع أنحاء العالم، الذين جاؤوا لمتابعة فقرات المهرجان الذي اتفق الجميع على أنه تجاوز في شهرته الآفاق، وخرج من حدوده المحلية، وبات أشبه بحدث عالمي، يقدم كل عام نوعية مغايرة من الفعاليات والفقرات بأساليب مبتكرة وحديثة.
وبعث المهرجان الذي يستمر نحو شهرين برسالة مهمة إلى من يهمه الأمر، يؤكد فيها أن العلا مدينة التاريخ والأصالة التي تمتزج فيها العديد من الحضارات والثقافات القديمة والمعاصرة، ويتنوع فيها التراث الإنساني؛ لتشكل في نهاية الأمر بوتقة ثقافية متكاملة، تشع نورًا ساطعًا، يستحق الاهتمام والمتابعة، ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما على المستوى العالمي.
ويمكن القول إن المهرجان سلط الأضواء على تاريخ مدينة العلا بشكل واضح، وأكد أنها غنية جدًّا بالآثار والمناظر الطبيعية ذات التميز والتفرد.
والعلا هي إحدى أهم المناطق التي تسعى المملكة لتطويرها؛ لتكون على خريطة السياحة العالمية، بشراكة مع كثير من المؤسسات والدول، مستفيدة من المتحف المفتوح الطبيعي الذي يجذب الماضي، ومعايشة التجارب المكانية في سوق البلدة القديمة، ومشاهدة معروضات من الحِرف اليدوية، والتعرف على مجموعة من المصنوعات التي ما زالت تتوارثها الأجيال في العلا.
وتشهد الآثار التاريخية في العلا على جاذبية الإنسان في تلك العصور، وتطور أفكاره، والكيفية التي تمكنت من خلالها الحضارات القديمة من التأقلم مع طبيعة المنطقة، وابتكار تقنيات الزراعة المختلفة لمحاربة ظروف الصحراء القاسية، ومن أبرز المواقع التاريخية في العلا «مدائن صالح» التي تعرف أيضًا باسم «الحجر» إذ كانت موطنًا للأنباط. ويعد «شتاء طنطورة» فرصة للتعرف على «مملكة دادان» ذات الشهرة العالمية، وكذلك «مقابر الأسود» المكتشفة في الخريبة في دادان القديمة، وكذلك «بلدة العلا القديمة» تلك المدينة الاستثنائية بحواريها وأزقتها المتقاربة، ومنازلها التاريخية المبنية من الطوب اللبن على قواعد صخرية، وتقدم البلدة القديمة لمحة مشوقة عن شكل مجتمع العلا قديمًا، وتتيح فرصة تخيل شكل الحياة والنشاط المجتمعي الذي كان في يوم من الأيام يمثل روح البلدة العتيقة.
ويقدم المهرجان أمام زواره إبداعات ثماني نجوم عالميين، بعضهم من المشرق، والبعض الآخر من المغرب، في توليفة رائعة، جعلت منه كرنفالاً عالميًّا، يقدم على أرض سعودية، وتضم قائمة النجوم: فنان العرب محمد عبده، والرائعة ماجدة الرومي، وعازف الكمان رينو كابوسون، والموسيقار المصري عمرو خيرت، وكوكب الشرق أم كلثوم، والفنان المعروف أندريا بوتشيلي ولانج لانج، والفنان المعروف ياني كريسماليس. وتقدم أعمال بعض هؤلاء النجوم، مثل الراحلة أم كلثوم، باستخدام تقنيات حديثة قادرة على إبهار كل من يراها؛ إذ يعتمد هذا الإبهار تقنية الهولوغرام، أو ما يسمى بـ»التصوير التجسيمي» الذي تتجسد من خلاله صورة أم كلثوم حية بتقنية ثلاثية الأبعاد.
وتزدحم أرض المهرجان عن بكرة أبيها لمتابعة بقية الفقرات الفنية؛ فهناك عروض ضوئية، ومشاهد طبيعية، ومناسبات ثقافية وفنية، ومهرجان المناطيد، وملتقى الفرسان الذي يتوج باستضافة البطولة الدولية لسباق القدرة والتحمل على كأس خادم الحرمين الشريفين في محافظة العلا لأول مرة.
وتأتي تسمية «شتاء طنطورة» بهذا الاسم نسبة إلى ساعة شمسية هرمية الشكل، ترتفع على سقف أحد الأبنية في وسط بلدة العلا القديمة، تسمى «الطنطورة» كجزء أصيل من أبنيتها، ويعتمد أهالي المدينة منذ مئات السنين على تلك الساعة لمعرفة الوقت خلال اليوم، وكذلك فصول السنة، أما في فصل الشتاء فتعلن الطنطورة دخوله بحلول 22 من ديسمبر من كل عام، حينما يصل ظلها إلى العلامة المقابلة لها الموجودة على الأرض، ويصل إليها الظل مرة في السنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى