الطُّفِّي
د. فهد بن سليمان الأحمد
عميد عمادة القبول والتسجيل
تخرج من المرحلة الثانوية… عاش تحت ضغط عدد من الترددات… اختيار الجامعة… اختيار التخصص… عزم بعد إصرار والدته على الالتحاق بالسنة التحضيرية بجامعة القصيم، لكن نسبته الموزونة لا تسمح له بذلك… التحق بقسم الرياضيات في كلية العلوم… أنهى الفصل الأول وهو لا يزال يفكر في السنة التحضيرية… حصل على معدل لا بأس به لكنه لا يؤهله للتحويل إليها… لاحت له فكرة التحويل إلى قسم الأنظمة في كلية الشريعة…
قدم طلبا عن طريق حسابه بصفحته الشخصية… رُفِض طلبه لأنه لم يجتز اختبار التخصص… ظلَّ يفكر طوال الوقت… انزعج كثيرا… قدم اعتذارا عن الفصل أملا في محاولة التحويل مرة أخرى… تمت الموافقة على الاعتذار من قبل كليته… تجاوز الاختبار في المرة الثانية… بدأ الدراسة بتخصص الأنظمة… أنهى الفصل الأول بمعدل أقل من توقعه… فكر بالعودة إلى كلية العلوم مرة أخرى..
انتهت فترة التحويل ولَم يقدم… اضطر للاعتذار مرة ثانية… بعض زملائه في المرحلة الثانوية وصلوا المستوى الخامس… رفضت كلية العلوم طلبه لتدني معدله… استمر بقسم الأنظمة حصل على الإنذار الثالث… أعيد قيده وأعطي فرصة… ارتفع معدله قليلا… حصل على الإنذار الرابع… تم إيقافه لفصل دراسي… لا يزال ينتظر موافقة كليته على إعطاء فرصة ومن ثم موافقة لجنة المشكلات الطلابية… تخرج زملاؤه وهو يتصارع مع الإنذارات والانقطاعات والفرص…
عزيزي الطالب في أغلب الأحيان يكون اختيار الله لنا خيراً مما نقرؤه نحن لمستقبلنا… وفي أغلب الأحيان يكون الرضا بما قدره الله لنا هو الحل.. تحديد المستقبل من أصعب القرارات التي تواجه الطالب، والرضا بها يكون بنفس الصعوبة.. لذلك عزيزي الطالب كن بقدر التحدي قبل أن تقرر التغيير..