ثغرة فيس تايم
حسن أحمد العواجي
مساعد المشرف للشؤون الإدارية – إدارة الإعلام والاتصال
غرانت تومسون مراهق في 14 من عمره.. اكتشف الشهر الماضي ثغرة أمنية في خاصية الفيس تايم للاتصال بالفيديو التابعة لشركة آبل، هذه الثغرة تمكن المتصل من التجسس على المكالمات الجماعية التي تستخدم هذه الخاصية.
بدورها، رحبت “آبل” باكتشاف المراهق ورصدت له جائزة لم تفصح عنها لوسائل الإعلام، يعتقد بأنها مساهمة من الشركة في تكاليف دراسة غرانت.
بين “غرانت وآبل” ثغرة يجب التوقف لتأملها لدقائق، تكتم شديد عن كيفية اكتشاف الثغرة وسرعة في سدها من قبل الشركة بتحديث جديد، فهل كان اختيار غرانت صائباً بالجائزة التي حصل عليها؟
في اعتقادي الشخصي كان على غرانت استغلال الموقف ومساومة آبل للحصول على أكثر من المساهمة في تكاليف دراسته، ولكن ربما جهل عائلة تومسون بقيمة ما اكتشفه ابنهم المراهق هو ما جعل الأمور تؤول لما آلت إليه.
هذه القصة تدعونا لإعادة النظر فيما يتمتع به أبناؤنا من مواهب في الغالب تفوق سنهم بكثير، فاليوم ومع هذا التقدم التكنولوجي الذي نعيشه، يظهر بين الحين والآخر أطفال تعدوا بتفكيرهم وسعة أفقهم محيطهم الذي يعيشون فيه، فعلى الأبوين مسؤولية كبيرة جداً في تنمية مواهب أبنائهم وإرشادهم للمسار الصحيح، فكم من موهبة قمعت بسبب قصور في النظرة الاستشرافية لمستقبل الأبناء؟
لو كنت مكان تيم كوك الرئيس التنفيذي لآبل لأخذت بموهبة غرانت وكونت به قسماً جديداً من الموهوبين لضمان استمرار ولائه للشركة فكيف لو أن غرانت سلك طريقاً غير آبل وانضم لشركة أخرى منافسة استغلت هذه الثغرة وثغرات أخرى وضربت بيد من حديد لتكون القشة التي قسمت ظهر البعير في وقت تعيش فيه الشركة انخفاضا في مبيعاتها وإعادة جدولة لخططها الإنتاجية.