السباحة على شواطئ العلم
سمية عبدالعزيز
يعدّ العلم من المقوّمات الأساسيّة التي تقوم عليها المجتمعات والدول، وأداة حتميّة لازدهار الأمم وتشكّل الحضارات الإنسانيّة، والعلمُ هو السبيل الوحيد نحوَ مقاومة سهام الجهل والضلال بسلاح المعرفة والنور، والطريق الذي يرتقي فيه العقل وتشفى به الروح، من خلال خلق حالةٍ من التوازن بينهما، كما يعد العلم هو أساس النهضة والتقدم نحو الأمام.
أهمية العلم
يمتلك العلم أهميةً وتأثيراً كبيراً في حياةِ الإنسان؛ إذ أسهم العلم في تطور العديد من الأشياء، وقدّمَ الكثير من الاختراعات؛ كالسُفنِ والقطارات والطائرات والسيارات والأقمار الاصطناعيّة وأجهزة الحاسوب والإذاعة، وغيرها من الاختراعات المهمة التي أدّت إلى تطور البشريّة وزيادة ازدهارها، كما يُستدلّ على الأهمية الخاصة بالعلم من خلال القرآن الكريم والسُنة النبويّة الشريفة، فإن للعلمِ والعُلماء فضلا كبيرا يُستدلّ عليه بالآية الكريمة الآتية، قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ*إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).
أمّا أهمية وفضل العلم في السُنة النبويّة الشريفة فيُستدلّ عليهما بالحديث الشريف الآتي: عن أبي أمامة الباهلي قال: (ذُكِرَ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رجُلانِ؛ أحدهما عابدٌ، والآخَرُ عالِمٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ).
وبناءً على أهميّة العلم اخترنا أنْ نسلط الضوء على مفهومه من حيثُ اللغة والاصطلاح، ومن حيث الأهميّة.
العلم لغة
مصطلح “علم” مشتقّ من الفعل عَلِم، أي أدركَ وأحاطَ وفَهِمَ، والذي يعدّ الجهل مضاداً له، ويدلّ على المعرفة الجيّدة بالأمور، والإحاطة بكافة جوانبها، ويأتي في مواضع أخرى بمعنى الشعور، وكذلك الأثر الذي يُستدلّ به على كلِّ ما هو مجهول وغامض.
العلم اصطلاحا
يُمثّلُ العلم أو كما يُسمّى في اللغة الإنجليزيّة Knowledge مجموعةَ المعارف، والمعلومات، والحقائق، والأرقام، والرموز، والمفاهيم، والمصطلحات التي توصّل إليها العقل البشريّ منذ بداية رحلته في اكتشاف هذا العالم حتى وقتنا الحاضر، والتي يتعلّمُها الإنسان ويكتسبها سواءً بصورة مقصودة ومخطّط لها مسبقاً أو غير مقصودة، وذلك من خلال الممارسة التطبيقيّة التي تكسبُه التجارب في الحياة، ويمثل مجموعة المعارف من ناحية النظريّة التي توصل إليها الإنسان بالعقل والحجّة والبرهان، ويندرجُ تحت هذا المفهوم كافّة مجالات المعرفة والعلوم، بما في ذلك العلوم البشريّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والإنسانيّة، والطبيعيّة وغيرها.